السِّرُّ مادَّةٌ ثقيلةٌ جداً .
البعضُ,, وخاصةً النساء, يحسُّ أنَّها الأثقلُ على الإطلاق .
فما تكادُ دقائقُ الأثيرِ تُلقي السِّرَّ في اسطوانةِ الأذن,
حتى يرتطمَ بالطبلةِ ارتطاماً هائلاً ,,تتوقفُ معهَا الدورةُ الدموية,, والتفكيرُ,, والإبصارُ, للحظاتٍ قد تطول,
ثمَّ تندلقُ هذة المادةُ في الصدْرِ اندلاقَ الزئبق ,
وما تلبثُ أن تبدأَ بالتَّغلغُلِ بينَ الضلوع ,,وفي خلايَا الرِّئتين ,,محدثةً تسمماً رهيباً ,,
مُتسبِّبةً بحالةِ اختناقٍ داخلي يشعرُ معها المرء بحاجةٍ ماسةٍ للتقيُّؤ ,,كي يستطيع التنفُّس مرَّة أخرى ,
ويَحْصُل! ,,,
وينتشرُ الزئبقُ ويتمدَّد,
ويندفعُ منحدراً في كلِّ الإتِّجاهات, وبسرعةٍ فائقة!!!
وتتطايرُ ذرَّاتُه في الهواء ,
ويصبحُ السرُّ مادةً للتَّداولِ, والنِّقاشاتِ ,والحواراتِ ,والآراءِ المختلفة
ويُمسي بعدَها فضيحةً عالميَّة !!!
/
/
حافظْ على أسرارِكَ في صدرِك ,واغلقْ عليها بإحكامٍ حتى ولو خَنَقتْك !.
يومّا بعد يومِ سيستقلبُها جسمُك وتصبحُ جزءًا منه .
وإن استعصَت الحالةُ عليك, وأردتَ الرَّاحة ,,أودِعْه الصُّدورَ الأمينَة .
صدورُ الأمَّهاتِ تظلُّ الحصنَ الوسيعَ الأمين لأسرارِ الفتيات,
أودعي سرَّكِ صدرَ أمّكِ قبلَ الصَّديقات ,
لئَلا تصبحي أضحوكةَ الآخرين,
أنتِ,, وأسرارُك البلهاء .
بعضُ البشَر
يُنشِئونَ لأنفسِهم قلاعاً خاصةً بهم.
يصمّمونَها لأنفسِهم وعائلاتِهم بالمسطرةِ والقلم.
حجارتُها,,من معتقداتٍ غريبةٍ أو قديمَة ,لا دينَ فيها ولا شرعَ ولا قانون,
لا نوافذَ فيها ولا أبواب,,ولا حتى كوةٍ تريهِم لونَ السَّماء.
جدرانُها,, عاليةُ جدا.ً
إضاءتُها ,,من إفرازاتِ مشاعرِهم العقيمة.
وظلمةُ حجراتِها ,,من ظلمةِ أفكارِهم المتصخِّرة.
!!! لكنَّها قويةٌ راسخَة
يعيشونَ فيها تعساءَ, محزونين, مظلميِن.
والويلُ كلُّ الويلِ لمنْ تسوِّلَ لهُ نفسُه بالمرورِ بهم , ومحاولةِ إهدائِهم شمعةً أو قنديلا
سيغضَبونَ منه ,,ويتَّهمونَه بأبشعِ الصفاتِ والتُهم ,,وربَّما أحرقوه بشمعتِه أو قنديلِه .
حقيقةٌ
هذة الدُّنيا غريبةٌ عجيبَةٌ متعبَة
مثل سكانِها تماماً
أنتَ لا,,,
ولنْ تخدَعَني أبداً
لأنّي ,,لا أريدُ أنْ أُصدِّقك!!
ولو أردْتُ ذلك
لخدعْتَنِي حتْماً!!
ماسة