|
إِلَى دَرْبِ العُلا قَدْ سُقْتُ فأسِي |
وَسُقْتُ إِلَى الْهَوَى سَيْفِي وَتُرْسِي |
وَطِرْتُ مَعِ الطُّمُـوحِ إِلَى الأَمَانِي |
أَتُـوْقُ إِلَى الذِي يَسْـمُو بِنَفْسِي |
تَطُوْفُ الذِّكْرَيَـاتُ عَلَى فُؤَادِي |
بَأَطْيَـافِ الْمُنَى وَهَنَـاءِ أَمْسِـي |
فَتَغْـرَقُ فِي بُحُـوْرِ البَيْنِ عَيْنِي |
وَيَشْـرَقُ مِنْ أَنِينِ الْحُزْنِ جَرْسِي |
وَبَاتَ الوَجْدُ فِي أَعْمَـاقِ رُوْحِي |
يُثِيْرُ الشَّـوْقَ فِي فِكْرِي وَيَأسِي |
وَيَرْسُـمُ لِي دُرُوبَاً مِنْ شَـقَائِي |
وَلَوْعَـةَ غُرْبَتِي عَنْهُمْ وَنكْسِـي |
فَهَلا عِشْتُ فِي صَـافِي اللَيَـالِي |
وَهَـلا كُنْتُ فِـي سَـعْدٍ وَأُنْسِ |
هَجَرْتُ الأَهْـلَ بَحْثَـاً عَنْ ثَرَاءٍ |
فَمَـا نُلْتُ الثَّرَاءَ وَنُلْتُ رَمْسِـي |
وَلَـمْ أُدْرِكْ وَمَعْ أَنِّـي حَرِيصٌ |
بِـأَنْ لا يَعْتَرِينِـي أَيُّ لَبْـسِ |
بِـأنِّي لَـنْ أُقَايَضَ باجْتِهَـادِي |
وَأَنَّ اللَّـهَ يُطعِمُنِـي وَيُكْسِـي |
وَلَيْسَ الْمَـالُ مَا يُثْرِي وُجُـوْدَاً |
وَلَكِـنَّ الْمَـرُوْءَةَ قَبْـلَ فِلْـسِ |
هَجَرْتُ وفِي عُيُونِي كَانَ دَمْعِي |
وَبِنْتُ وَفِي فُؤَادِي صَـارَ رَأْسِي |
فَمَـا مَرَّ النَّهـارُ بِـلا اشْـتِيَاقٍ |
لِذِكْـرَى دَاعَبَتْ أُذُنِـي بِهَمسِ |
وَلا حُلُـمٍ يُرَاوِدُنِـي بِلَيْــلٍ |
بِـلا طَيْـفٍ ، وَآلامٍ ، وحَبْـسِ |
يَنَـامُ النَّـاسُ فِي رَغَـدٍ وَأَبْقَى |
وَحِيْـدَاً فِي الدُّجَى أَبْكِي لِنَفْسِي |
غَرِيْبُ الـدَّارِ لا أَهْـلٌ تُوَاسِـي |
وَلا خِـلٌّ يُهَـوِّنُ عِنْـدَ بَـأْسِ |
وَعِشْـتُ بِغُرْبَتِي أَرْجُو حَنَانَـاً |
لِيُنْشِيَ خَاطِـرِي وَيُقيـلُ بُؤسِي |
وَحِرْتُ فَمَـا أَرَي مِنْ أُمْنِيَـاتِي |
سِـوَى أَنَّ الأُمُـورَ تَسِيرُ عَكْسِي |
وَمَـا أَدْرِي أَهَـذَا مِنْ مُـرَادِي |
بِحَـالِي يَا تُرَى أَمْ كَانَ نَحْسِـي |
وَضِقْتُ بِمَـا أَثَارَ مَرَارَ عَيْشِـي |
فَحَطَّمْتُ الأَسَى وَكَسَرْتُ كَأَسِي |
لَكَمْ أَحْتَـاجُ شَـوْقَاً حِضْنَ أُمِّي |
تُقِيْـلُ بِقَلْبِهَا الْحَانِـي وَتُنْسِـي |
لَكَمْ أَحْتَـاجُ مِنْ حُبٍّ وَحِرْصٍ |
وَلَكِنْ مُصْبِـحُ الأَيَّـامِ يُمْسِـي |