|
يا نَفْسُ صَـبراً مِنْكِ لا تَتَـدَافَعِي |
صُـونِي وَقَاري فِي هَوَىً مُتَمَنِّعِ |
وتَرَفَّعِـي عمَّـا يُهيُن كرامتـي |
وَدَعِي البُكَاءَ فَقَدْ ذَلَلْتُ بأدْمُعِـي |
إنِّـي وإنْ كانَتْ بقَلْبِـي لَوْعـةٌ |
ولواعجُ الأشـواقِ تَحْرِقُ أضْلُعِي |
وحنينُ قَلْبٍ ذَابَ فِيـهِ مِنَ الهوى |
ووَسَاوِسٌ تُبقِي الظُنُونَ بِمَضْجَعِي |
قدْ أَنْسَ ما بينـي وبَيْنَكَ كُلَّـهُ |
إنْ لَمْ تَصُنْ عَهْدِي وتَحْفَظْ مَرْتَعِي |
وأَلُـومُ دَهـْرَاً لمْ يَرِقَّ لأدمعـي |
وأثـارَ فِي النفسِ الأنينَ ومَدْمَعِي |
ألقـى بِسَهْمِ الحُبَّ دونَ إِرَادَتـي |
واقتادَنـي بِرِضَىً لأَمْـرٍ واقِـعِ |
وغَشَى العُيُونَ بسحرِهِ السحرِ الذي |
أَسَرَ الخلائـقَ بالجمـالِ الرائِعِ |
فوجَدْتِني أسـعى إليـكِ مُتَيَّمَـاً |
وأَطُوفُ فِي دُنيـا هَوَاكِ كَخَاشِعِ |
ووجَدْتِني أَرنُـو إلِى كلِّ المُنـى |
أَرْنُـو إلِى أنـوارِ نَجْمٍ سَـاطِعِ |
حتى إذا أضْحَى الفـؤادُ بِصَبِِّـهِ |
وهَيَـامِهِ السـامِي كظِلٍّ تابِـعِ |
بالحبِّ ، بالأشواقِ ، بالوردِ الندي |
أُسْكِنْتَ قلبي الحُرَّ غَيْرَ مُنـازَعِ |
وغَدَوتُ أرقُبُكِ الليـالي والضُحَى |
أحمي عُيُـونَكِ مِنْ مَطَامِعِ طَامِعِ |
وسَـقَيْتُكِ الوُدَّ الذي بِي لَمْ يَزَلْ |
ورَوَيتُـكِ الشَهْدَ الذي بمنـابعي |
وقَبِلْتُ مِنكِ البُخْلَ فِيكِ خَلِيقـةً |
وهوَ الذي في الحُبِّ غيرُ مُشَـرَّعِ |
فكفى عُيُونِي مِنْ عُيُونِكِ نَظْـَرةٌ |
أو بَسْـمَةٌ أو همْسَـةٌ لمسَـامِعي |
يا شاديَ الأَشـعَارِ فِي همسـاتِنَا |
وحَدِيثُكِ المعسولُ يُسْكِرُ مَسْمَعِي |
أنَّى ذَهَبْتِ فَمَعْـكِ فِكْرِي كُلَّـهُ |
ومتى بَعُدْتِ بَكَتْ عليكِ مَدَامِعِي |
فأنـا بِدُونكِ لا أُحِسُّ بِمُتْعَتِـي |
والعَقْلُ مَفقـُودٌ بِدُونِكِ لايعـي |
فِي البعدِ عَنْكِ يَفِيضُ قَلبيَ لوعَـةً |
فتسـيرُ بِي للقُرْبِ مِنْكِ نَوَازِعِي |
وإذا بَدَتْ لِي فِي دَلالِكِ غَضْبَـةٌ |
أَطْلَلْتُ إِطْـلالَ المُحِبِّ الجَـازعِ |
عُودِي إلَى حلـوِ الوِصَالِ لعَاشِقٍ |
أَضْحَى يَعِيشُ سَرَاب عُمْرٍ ضائعِ |
فطويلُ عُمْرِي فِي وِصَالكِ لحظَةٌ |
وقصيرُ عُمْرِي طَائِـلٌ بِتَلَّوعِـي |
وإِليـكِ أصْبُـو حَيثُ أنَّكِ جَنَّتي |
ومَلِيْكَتي إنْ شِـئتِ أَنْ تَتَرَبَّعِـي |
وربيـعَ أيَّامي التي بِكِ تَزْدَهـي |
وصفاءُ روحي في الهَنِـا وشرائعي |
عُودِي لسـابق عَهْـدِنا وتَمَلَّكِي |
عُـودِي لجنَّـةِ حُبِّنـا وتَمَتَّعِـي |
فأنا على العَهْدِ القَدِيـمِ مُحَافظٌ |
مُتَسَـامِحٌ ما زِلْتُ غَيْرُ مُخَـادعِ |
فإذا وَصَلْتِ فإنَّ فِيـهِ سَـعَادتِي |
وإذا هَجَرتِ فَحَسبيَ الذِكْرى مَعِي |