[COLOR="RoyalBlue"]سجوى
اعتادت رانية أن تذهب مرة في الأسبوع إلى شاطئ البحر في يوم محدد على أن تكون هناك قبيل المغرب ، تجلس في مكان محدد ، تمد قدميها حتى تلامسهما موجات خفيفة من أمواج البحر
كانت تسرح بفكرها في البعيد ، وتذكر مناجاته لها وكيف كانا يرسمان صورة المستقبل الوردية
عيونها مثبتتة في الأفق البعيد ، وأهدابها شبه مغمضة
في هذا اليوم هبت نسمات ناعمة ، رقيقة راحت تداعب وجنتيها وتحرك خصيلات من شعرها التي تلامس نعومة الخدين و:انها تسمع صوته حين كان يقول :
ـــ رانية ما أحلى شعرك المنساب كشلال كان في قريتنا
ويأخذ في شرح تفاصيل الطبيعة في قريته التي لم يرها مذ كان طفلا
قالت في نفسها :
ـــ آه متى ألقاك أيها الغائب عني ؟
حاولت دمعة أن تفر من عينيها فنهرتها ، وفي هذه اللحظة سمعت صوتا اهتز له كيانها وجالت ببصرها باحثة عن مصدر هذا الصوت ، وإذا بطائر الفينيق يحط قربها ويركز بصره في عينيها
خافت ، ارتعدت مفاصلها ، جمدت في مكانها
ـــ كيف أتصرف ؟
سمعت الصوت من جديد :
ـــ اذهبي إليه إن كنت تحبينه
ولم تعد ترى الطائر ، لقد حلق في البعيد البعيد
ـــ أذهب إليه ؟ وكيف ؟
في اليوم التالي ذهبت إلى من كان قائد مجموعتها 0( أبو وعد )، وعندما رآها شهق وفغر فاه :
ـــ رانية !
ـــ لا (سجوى ) جاهزة
فهم المغزى ، وأمسك سماعة الهاتف ليقول لمن رد عليه باختصار شديد :
ـــ سجوى ...... لم تعد تسمع شيئا
جلس الإثنان أما التلفاز وهما في حالة اضطراب شديد ، كان ( أبو رعد ) يزرع الغرفة جيئة وذهابا
انقطع برنامج التلفاز واخذ المذيع يقول :
ـــ خبر عاجل
استطاعت إحدى .................................... وقتلت عددا من الجنود
صرخ أبو وعد بصوت فيه غصة وقفز في الهواء يعانق صاحبه
ــــ في جنة الخلد مع حبيبها .........
رد الآخر أنهما الان بلباس اخضر في عناق طويل
سجوى : الاسم الحركي للفدائية : رانية
رمزت ابراهيم عليا[/COLOR]