مرّت أوقات، حلّق الصّمت فيها في سمائي، كان ممتدّ الجناح، مثلَ نسرٍ
وأنا طفلٌ .. اختبأتُ تحت شجراتِ الصّنوبر سامقاتٍ في دمي
يمتدّ جذرٌ في شراييني تمادى،،،
كنتُ أحلُمُ حينها بزهرِ اللّوزِ في نيسان
كم نيسانَ غادرَ في فصولي، أينَ كنتُ وأينَ زهرُ اللّوزِ في فصلي القتيل؟!
ها قد عدتُ تحت السماء،، مكشوفَةً للرّيح تعصف
شاليَ المنسوجَ من خيطانِ حزنٍ بارد الجدران،
ملتَفّاً دِثاراً من صقيع الخوف،،
تؤرّقني وشوشات اللّيل أحسَبُها عليَّ.. فأحترق من داخلي
فتات الجمر في روحي تمدّد راسماً شكلي،، فصرت "أنا" الّتي تَرَون،
وخبّأتُ رماد "أنا" التي احترقت،، في سرّي..
وصار صديقُ أيّامي:
مساءٌ فيه أحكي، إنّما وحدي
ولحني صمتيَ الحاني على صَوتي!