|
ظهرتْ لعودِ الياسمينِ مخالبُ |
كيفَ اللـّهيبُ معَ النـّدى يتناسبُ |
ويلي كأنَّ يمامتي بجنوحها |
نسرٌ غشومٌ للضّحية طالبُ |
عجبًا على هذا الزّمانِ وأهلِهِ |
يومُ القيامةِ ربـّما يتقاربُ |
بالأمسِ كنـّا في المودّةِ نلتقي |
كنـّا سويـّـًا بالهوى نتخاطبُ |
نتخاطفُ النـّظراتِ نغفو بعدها |
وترى النسائمَ حولنا تتثاءبُ |
كانتْ عصافيرُ السّماءِ تحفـّنا |
طربـًا وشدوًا في السّما تتلاعبُ |
ما كانَ فيها حاقدٌ أو كارهٌ |
أو حاسدٌ أو عاذلٌ ومُعاتبُ |
كمْ صاحبتنا في المساءِ سحابةٌ |
وجرتْ بنا نحوَ الجـّنانِ قواربُ |
عندَ الأصيلِ إلى جزيرتنا التي |
منْ وُدّها فيها التّسامحُ واجبُ |
ما كانَ يشغلنا عظيمُ مصيبةٍ |
لمْ تـُثننا عمـّا نحبُ مصاعبُ |
كيفَ انتهى عهدُ الودادِ وحبلـُهُ |
أمسى جذاذاً ليسَ فيهِ مآربُ |
كيفَ الزّمانُ تنوعّـتْ طعناتهُ |
والغدرُ فيهِ معَ الأذى يتناوبُ |
الصّادقُ المعروفُ صارَ مكذّبا |
واللصُّ صدّيقٌ ورأيٌ صائبُ |
أيخاصمُ الأحبابُ إذْ همْ أخلصوا |
عجبًا وإخلاصُ الوفيّ يعاقبُ |
هلْ يصبحُ الأغرابِ رغمَ غلوّهمْ |
أهلاً ذوي قربى ويُبعدُ صاحبُ |
واللهِ هذا من نوائبِ دهرنا |
دهرٌ غريبٌ ظلــّلتهُ عجائبُ |
أحتاجَ عقلا فوقَ عقلي كيْ أعي |
ربـّاهُ هذا العقلُ منـّي هاربُ |
أرنو لبعضِ الفهمِ حتى ينجلي |
هذا الضّبابُ المستطيرُ الواصبُ |
ولذا سأرحلُ للبعيدِ مُـودِّعاً |
حبًّا وقلبي للغرامِ مغاضبُ |
وأقولُ قولاً منْ فؤادٍ مُـظلمٍ |
والبوحُ مكلومٌ لمُـرٍّ شاربُ |
قدْ يصلحُ العطارُ مفسدةً ولـــ |
كن لا يعيدُ حياةَ ميْتٍ ناحبُ |
ولربّما داوى الأطبةُ علـّة |
لكنهُ سمّ العقاربِ غالبُ |