|
لقــد نطــق الجمـــاد ولســـت أدري |
أينطقُ بعــد طـــول الصَّمت عُـــرْبُ |
تــلاحقنــــا المـذابــــح والمــــآسـي |
وغـــدر الغـــــرْب لا يثنيـــهُ نخـــب |
أتانـــــا يســـتبيـح دمــــاً وأرضـــــاً |
ونـــــاراً كلمـــــا خَمـــــدت يُشِــــبُّ |
فـــــذي بغــــــداد أدخلهـــــا أتـــونٌ |
لظــــاه مبــــرمجٌ , ودواه صعــــب |
فـــــأوقـع فــي مآذنهـــــا نُواحــــــاً |
وأجــــهض حملهـــا نعيٌ ورعــــب |
وأوغــــل في الأجنّــــَةِ فعــــل ذئـبٍ |
وفي الأعــــراض تمزيقٌ و ســــلب |
فيـــــا وجعـــــاً تـدثَّـر صـــانعــــوه ُ |
جلابيبـــــاً بخــــزي الدَّهــــر تربــو |
فِـــدى بغـــــداد عينـــــا كــلّ حُـــــرٍ |
يـــؤرق ليلــــــه قتـــــــلٌ ونـهـــــب |
فمـــــا كانت سوى بغـــــداد قطبــــاً |
وبحــــراً لا يمــــــر إليــــه نضــــب |
ومــــا برحــت تئـن وليـس يحنـــــو |
على أوجـــــاعهـا قيــــسٌ وكعــــب |
وغــــزَّة هاشــــمٍ في السّـــاح مهـرٌ |
أصيــــل دأبـــه في الحـــــق صعـب |
مضى فــــرداً يقــــود الدَّهر قسْـــرّا |
وآفــــاتُ التُّــــراب عليــــه حِـــزب |
تداعـــت حولــــه مثـل الضَّــــواري |
ويا للعــــار , مــــا وافــــاه صحـب |
فحــدِّثْ عنـــه , يوم الرَّوع ســيـف |
مضى أمضى ولــــم يهزمه كــــرب |
بهـــا الفرقــــان فـــرَّق فـي ليـــــال |
ســــحابـاً ممطـــراً وضبــابَ يخبــو |
ومــــا زال الهيـــاج يريــد مُهـــــراً |
تـــآمر حولــــه شـــــرقٌ وغـــــرب |
وأرض القـــــدس أرملــــةٌ تعـــانـي |
نظـامــــــاً عـالميـــــاً بــــات يكبــــو |
فـــأقــــدام الغــــــزاة تديــــر ظهــراً |
وصوت الحـــقِّ في الظلمـــاء يحبـو |
ومــنْ للــقدس فــي زمـنٍ هــزيــــلٍ |
تَسَــــوَّد خانـــــعٌ واختـــــال ضـــبُّ |
وفـــي اليمن الســـعيد أمات ســعـداً |
وأيقــــــظ فتنــــةً لا بـــــد تخبـــــو |
وحـــاضرة العــــروبة في المنـافـي |
وكـــل خميلـــــة تلقــــــاه جـــــــدب |
أراد لأمـــــــة الإســـــلام قـهــــــــراً |
وكســــراً لا يقـــــوم عليـــــهَ ركـب |
يُرى انيــــابـه الصفــــــراء ثــــوراً |
فيقبــــع في الحظـــــائر مـن يَـــذُبُّ |
وما زلنــــا نرى الأصفــــاد عقــــداً |
بهــــا يجـــري الى الغايـــات كسـب |
ومـــا زلنـــــا نُؤمِّـل فيــــه خيـــــراً |
وهل للخيـــــر شـــــيطـانٌ يــــدِب ؟ |
هو الشــــيطان في الأحضـان أفـعى |
وفي الأســــماع وِسْــــــواسٌ يخـبُّ |
فــــلا معنـى لتــــدويـر المعــــــانـي |
وتفســــير الأمـــــور كمـــــا يُحـــب |
فنختلــــق المعـــــــاذيـر امتنـــــانــاً |
ونعلـــــم أنهــــــــا زيـفٌ وكِــــــذب |
معــــــاذيرٌ يضيق الصـــــدر منهـــا |
وفي الأحشــــــــاء نيـران تشــــــبُّ |
تُجرِّدنــــــا العقــــــارب كـل ســــتـرٍ |
ويـــــا ذُلاًّ لـه الســـــوءات تحبـــــو |
وتُســـــعدنا مضـاحكــة الأفـــــاعـي |
كأن وصالهــــا في الجدْب سُــــحْـب |
فــوا عجبــــاً لقــــومٍ مــات فيهــــم |
نـداء المــــاجديـن ولـــــم يُلبـــــــوا |
ويا عجبــــــا لدنيــــا غــاب عنهــــا |
ضميــــر صــــادق للحــق يصبـــــو |
تُســــاوي المجرمين مع الضحـــايـا |
وتخنـــــق طـــــائـراً أعيــــــاه درب |
وتدعـــو المعتــديـن بخيــــر إســــمٍ |
وبـــالإرهــــــــاب مظلـــــومٌ أجَـــب |
ويــا عجبـــــاً فإنـــــا مـن جـــــذورٍ |
متى طُلبــــت الـــى الهيجـــــا تَهُـبُّ |
فـــــأيـن عقيـدة الفرســـــان فينــــا |
أمـــاتتْ واســــتوى مرٌّ وعـــذب ؟ |
أفيقــــوا أيهــــــا الســــــادات هــذا |
صـــراعٌ مع بني الأرجــــاس صعب |
فـــــإن غبتُـم فثـالثـــــة الأثــــــافـي |
وإن عـدْتــم فصــــدر الحــقِّ رحــب |