|
لا تُكثر المُكثَ في الأشجانِ مُنتظِـرا![](clear.gif) |
واسلكْ طريقاً إلى الأحباب مُختصَـرا |
في غيْبةِ الفجر أَوْجدْ في الدُّجى أملاً![](clear.gif) |
ولـوِّنِ الليـلَ حتى توقـظَ القََمـرا |
هُوجُ العواصف تخبـو بعد قسـوتها![](clear.gif) |
ويَكسـر الموجَ من في اليمِّ قد صبرا |
ها قد أتاكَ عبيـرُ الشَّـوقِ مُعتـذرا![](clear.gif) |
بعد الغيـابِ , فلا تظلمْ من اعتَـذرا |
فرَّتْ نسائمه - يا قلبُ - من وطنٍ![](clear.gif) |
أضحتْ قـلائدُهُ الأصفـادَ لا الدُّررا |
تمضي به الرّيحُ من عسـفٍ لعاصفةٍ![](clear.gif) |
فلا ترى العينُ إلا الـدَّمعَ والكـدَرا |
وتتـرك الأرض أوصـالاً مُقطَّعــةً![](clear.gif) |
فإنهـا الظبيُ , والجزارُ من أَسـرا |
وأصبـحَ الأهلُ في أوطـانهمْ مِزَقـاً![](clear.gif) |
بين الحواجـز يقضي بعضهم وطـرا |
![](clear.gif) |
هـبَّ النَّسـيمُ من الأقصى وجارتِـهِ |
يُفجِّـرالوجـد في أنفاس ذاكـرتي![](clear.gif) |
ويبعثُ الشـوق لحنـاً عانقَ الوتـرا |
فاسـتَنفر القلـبُ أشـجاناً مُؤرِّقـةً![](clear.gif) |
وسـاخنُ الدَّمع من أحداقيَ انحـدرا |
والذكــريات تـداعت في مُخيِّلتي![](clear.gif) |
فأيقظتْ في دمي الأطيـافَ والصُّوَرا |
كأنهـا الغيـد هبَّـتْ من مخادعهـا![](clear.gif) |
تترى وتشـعل في أعمـاقي الفِكَـرا |
أو كالفراشـات حطَّـت في مخيلتي![](clear.gif) |
كأنها الثلـج فوق الزهـر قد نُثـرا |
تزهو بها النفـس أيامـاً على وطنٍ![](clear.gif) |
في راحتيه أذابَ الشَّمـسَ والقَمـرا |
حتى بدا العشب مثلي حين أبصـره![](clear.gif) |
يختـال تيهـاً طفوليـاً ومـا كَبـرا |
يا أيهـا الشـوق لَملمْ بين أوردتي![](clear.gif) |
كلَّ الحكايـا وأمعن بينهـا النَّظـرا |
هل من حباكَ كطُهر الأرض راحلـةً![](clear.gif) |
أو من رعاك إذا أمسـيت منكسـرا |
أو مثل أرضي بها الأديان قد نُسجت![](clear.gif) |
أو مثل أرضي بها التاريخ قد بَـذرا |
في باطن الأرض أسـفارٌ وخارجهـا![](clear.gif) |
ما يُنطق الماءَ والأشـجارَ والحجَرا |
وتحضن الحرف إن ضنت معاجمـه![](clear.gif) |
بين الحروف وإن ضاقت به اندحـرا |
آثـارهم بقيت تتـرى ولـيس لهـم![](clear.gif) |
بعد الغروب سوى ما غاب واندثـرا |
من عهـد آدم والأيــام تطلبهــا![](clear.gif) |
فهي الغزالـة يزهو منْ بها ظفـرا |
من عهـد آدم والأشـجان تسـكنها![](clear.gif) |
لكنهـا أبـداً , للغــدر من بتـرا |
كل الحكايــا أحافيــر يورثهــا![](clear.gif) |
ليث لشـبل إلى أمجادهـا انتصـرا |
كانت لهم أبـداً في الحالكـات خطىً![](clear.gif) |
كالشمس تخنق عتم الليل لو خطـرا |
تسـتل من وجـع الأيـام جذوتهـا![](clear.gif) |
وتشـعل الليل كي لا تفقـد الأثـرا |
هـذي فلسـطين لم تركـع لعاديـة![](clear.gif) |
مهما علا الخطب في الأحلام وانتشرا |
هـذي فلسـطين والأيـام شـاهدة![](clear.gif) |
كم مر عنها وكلٌ خـاب أو خسـرا |
فالثـم ثراهـا ولا تيـأس فإن بهـا![](clear.gif) |
خير الرسـالات خطت فوقها العبـرا |