ما بالُ الغَيمةِ الرَملِيّةِ تَتنفَّسُ مِنْ أَلمِ الأَحْرار
القَيْظُ القَاتِلُ لا يُزْعِجُنا
وصَريرُ جَنازيرِ العُلَبِ التَنَكِيّة لن يُسكِتَ صَوْتَ الثُّوار
لا زَالَ الفَجْر قَريبًا حتى لَو مَكَثَتْ في كَبِدِ الكَون ملايينُ الأَقْمارْ
تَبًّا لبقايا الضعفِ البَشرِيّ المُتَهدلِ من شَفَةِ الشَّغَفِ الدُنيوي
فليُحْرَقَ إذًا البَاطنُ العَفِنُ ولتَنْبُت مِنْ وَسَطِ رَمادِهِ بَراعِمُ الخَلاصِ
تُهْنَا سبْعينَ ألْفَ ضَياعٍ وعددًا لا يُحْصَى مِنَ الأَزْلام
فِيمَ انتِظارُ حِصانٍ جامِحٍ يَعْتلي صَهوَتهُ رُمحٌ وسيفٌ وعمَامَة
لسْنا بُسْتانَ نَخيلٍ تُحاصِرُهُ أَشْجارُ الغَرْقَدِ
ما نَحْنُ سِوى كُرةٍ تَتَدحرجُ في طُرُقٍ نَازِلةٍ مُلتَوِيَة
لَمْ تَمْلِكْ أنْ تَرقَى دَربًا مَشْدودًا مِنْ قَاع المِحْنةِ لتُلامِسَ في خجلٍ قَعرَ سَماءِ الحُرِّية
فَلنَعْذُرَ آَكِلَنا الرّمّام
ما دُمْنَا طَبَقًا مِنْ جِيَفٍ مَرْمِيَّة