غنائم
أقصوصة : نزار ب الزين*
*****
التهم شطيرة الفلافل مقرونة بعدة رشفات من النبيذ الأحمر الذي يعشقه ، ثم أخرج من جيبه علبة لفائف التبغ ، فأشعل واحدة و أخذ يرتشف دخانها بشغف ، و هو يردد أغنية قديمة : " الدنيا سيغارة و كاس ...للي ظلموه الناس .." ؛[/SIZE4"]
ثم ...
اندس في فراشه جالسا ،
ثم ...
التفت نحو كومة الرسائل التي كان قد نضدها بعناية فوق الدرج المجاور لسريره ،
ثم ....
ابتدأ يفضها واحدة إثر واحدة بعناية خبير متمرس ، مستخدما قطعة إسفنج مبللة ، و مع كل رسالة كان يصدر تعليقا منغما يتناسب مع ما اكتشفه .
* " عيني عيني على العاشقين ... حيارى و مظلومين ! " ثم أضاف : " اليوم يبث لها لواعج شوقه و لهفته لوصالها ، و إذ تصبح ملك يديه يذيقها الذل و الهوان ! "
* " اشتدي أزمة تنفرجي ...قد آن أوانك بالبلج ..." جاءك الفرج من تحت الدرج ، إحسب يا أبو البهايج ، إحسب... ، إنها خمسون أخضرا امريكيا ، أرسلها ذلك المهاجر الأحمق لوالده ، كم مرة حذرت وسائل الإعلام من إرسال النقود بالبريد العادي ؟!....الحمار يريد أن يوفر أجور الحوالة البنكية !.. أنت أولى بهذه النقود يا أبو البهايج ، من ذلك الحمار أو أبيه ...
* يجس بيده الخبيرة رسالة جديدة ، يصيح جذلا : " مؤكد رزق جديد من أحمق آخر " يفتحها ، يجد بين طياتها جسما صلبا ، ملفوفا بعناية بمنديل ورقي : " يظن الأحمق أن أحدا لن يكتشفه ، ياه......إنه خاتم مزين بفص براق .. لا بد أنه خاتم ثمين !" ثم يضيف بصوت أعلى : " اليوم مفتوحة في وجهك يا بهجت يا إبن مدحت"
* الله .. الله .." هنا حط بنا الجمّال ! " سافل آخر يستحق الحرق .. إنها مجلة إباحية ، كأسك يا ابا البهايج نخب هذه الهدية الشيطانية ...
كان بهجت يتناول كل بضع ثوانٍ رشفة جديدة من نبيذه الأحمر المعتق ، و رشفة أخرى من سيغارته ، و قد هزته غنائمه الجديدة طربا ...
أشعل لفافته السابعة ،
ثم ..
رفع كأسه الخامسة أمام ناظريه فوجدها لا زالت ممتلئة حتى نصفها ،
ثم ...
حاول ارتشاف ما تبقى دفعة واحدة ،
ثم ....
غلبه النعاس فغفا ..
ثم .....
سقطت لفافة التبغ من يده مشتعلة فوق فراشه !
=======================
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com[/SIZE]