كلنا شاهدنا مصير الشاب التونسي محمد البوعزيزي يوم يوم 17 ديسمبر 2010 وقصته الدراماتيكية التي انتهت بما اطلق عليه بعد ذلك في وسائل الاعلام ثورة الاحرار 17 ديسمبر 2010 او الثوره التونسيه والتي استقبلتها وسائل الاعلام المحلية والعالمية بصورة مدهشة تحولت الى الخبر الاول في العالم وكان الامر في الظاهر عفويا لكن : كما حصل في نقل عمليات الطائرات التي هدمت برجي نيويورك تماما. كانت هناك عدسات تلفزيونية مثبتة في مواقع استراتيجية تطل على المشهد بترتيب واضح لايخفى على لبيب تؤشر لمعرفة اصحابها ومن نقل البث بتاريخ الجريمة باللحظة لا بالدقيقة وقامت هذه العدسات بجعل الحدث حيا في كل بيت يوجد فيه تلفزيون في العالم فورا وبشكل مباشر وحي ايضا.
لم يدك شين المجرمين يصل الى جدة ويستريح فيها حتى وصلت هذه الشرارة الى القاهرة حيث تجمع عشرات ثم مئات الناس في ميدان التحرير اول مرة ليعلنوا ان اليوم التالي تحديدا بعد صلاة الجمعة 25 هو بداية ايام الثورة المصرية التي تعرفون عدد القابها واسمائها وما انتهت اليه . ونحن في ظل عذع الاوضاع يقرر من ( نسال عنه ) في اليمن انتقال الثورة اليه بشكل بدا غير مفهوما للجميع بنفس الطريق قرارات في الفيسبوك تنتقل الى الشارع الذي لايعدم من يخرج فيه بلا اي ذرة تفكير بل لمجرد وجوده في الشارع اصلا ومن عشرات الى مئات ككرة الثلج يظهر رويدا رويدا ابطال الفيسبوك ليعلنوا عن انفسهم بعد ازهاق ارواح الناس وللحديث باسمهم . العجيب ان هؤلاء لايجرحون ولا يحملون للمشافي ولا يجوعون ولا يعطشون ,,, ربما يعود ذلك لكي تبقى قرائحهم مفتوحة والسنتهم سلسلة غير معقودة في قناة الجزيرة التي ترتبط ارتباطا عضويا بمعظم ابطال الفيسبوك مباشرة لا مداورة وبالاسماء المحددة التي قد يتاخر من يوجه الاحداث في القناة ساعة او ساعتين , يوما او يومين بالاعلان عنها لكنهم لا يتاخرون ابدا في جلبهم للقناة او ذهابها اليهم مباشرة والاعلان عنهم ابطالا ورموزا مباشرين.!
بنفس الطريقة تحرك بضعة افراد يوم 24 شباط في عدن وصنعاء ثم ازاد العدد والمدن وبشكل يومي و تحولت ساحات صنعاء الى معسكرين واحد مؤيد للرئيس واخر معارض له في ساحتين كبيرتين واحدة اعتصم فيها الطلاب واخرى من يعارضهم !
وانتهت بمجزرة البارحة التي نعجب من بث مشاهدها المفجعة بهذه الطريقة غير المسؤولة من قناة الجزيرة! ( بث هذه الصورة جريمة في حد ذاته ولو حصلت في اي بلد اوربي او امريكي لقامت اقليامة وسقطت الحكومة وتمت محاكمة من بث هذه الصورة بجريمة الاساءة للشعب ! فالمانيا الان تعالج سيكولوجيا على المستوى العام بعض مشاهد الدمار في اليابان واثرها في نفوس الالمان الذين تعاطفوا بشكل كبير كعظم البشر مع كارثة تسونامي الفظيعة والرعب العالمي من احتمال انفجار المفاعل الثالث في فوكوشيما).
في البحرين انطلقت كوكبة من الجماهير يوم 14 شباط 2011 معارضة لنظام الحكم بالبحرين وتطالب باسقاط الحكومة تم معالجتها بشكل سريع نتج عنه قتل ثلاثة افراد وجرح العشرات ثم انفجرت الاوضاع وتحول دوار اللؤلؤة في المنامة الى ساحة اعتصام وميدان تحرير اخررفع سقف مطالبه ثم تحولت دراماتيكيا الى ثورة اخرى ... تدخلت على اثرها القوات السعودية مباشرة صبيحة 14 .03.2011 لحماية العائلة المالكة في البحرين من غضب الناس !
لم تكد الاحداث تهدا حتى اعلن بطريقة مريبة في وسائل الاعلام والمنتديات عن اسم جديد مفاجئ : ثورة حنين في السعودية . لكنه لم يكن في كل السعودية بل في المنطقة التي تسكنها اغلبية شيعية في الاحساء ! اي انها مريبة من حيث التوقيت ومن حيث الموقع ومن حيث الداعين لها ثم اخيرا من تسميتها ثورة بدون ان يكون ذلك صحيحا !!! اي : ثورة لم تحصل | وكانما كان الامر نفسه متعمدا كمن يطلق على طفل لم يرضع اول قطرة حليب ...اسم الفارس البطل الذي جندل جنكيزخان بسلاحه !
الريبة هنا في شكلها واسمها وتوقيتها لايخفى على احد لاننا يمكن ببساطة ان نتهم المخابرات السعودية بتدبيرها او الايعاز بها لتفريغ الجو العام من اللحاق بها كونها طائفية اولا ثم لاستعداد قوات الامن ال السعودية لمحاصرتها وبالتالي فان الثورة الكاذبة هذه تجهض في مهدها لانها ليست ثورة ابدا بل لانها حركة امنية استباقية يقوم بها من امر بها بنفس الطريقة التي يقاوم افواج الاطفاء في العالم حرائق الغابات عبر صناعة خط نار بايديهم لمحاصرة الحريق نفسه وحتى تتوقف عنده وهكذا فقد انتهت الثورة الحنينية هذه كما بدات فعلا !!!!
اما في سورية فان ابطال الFacebook اختلفوا بينهم فجماعة منهم قرروا يوم 4 شباط موعدا لثورتهم واخرون قرروا يوم 5 شباط ولكن احدا لم يخرج في هذا التوقيت واخيرا تم الاعلان عن يوم 15 اذار بدء ما اطلق عليه ابطال الفيسبوك خارج سورية باسم The Syrian Revolution 2011 الثورة السورية ضد بشار الاسد وقبل ان تبدا تم تجهير النشرات والصور والملصقات المناسبة قبل ان يكون هناك شيئ اسمه ثورة اصلا !!!!!!!! ... اي على نفس الطريقة السعودية وبالاصح " الاحسائية " وكانما هناك صلة مباشرة في الايعاز والتحضير والاسلوب والتفكير !!!!!!!
توقيت هذه الثورات ليس امرا اعتباطيا من حيث المبدا.... ( نحن ضد خونة الامة جميعا وضد 57 ناطورا يحكمها لكننا لانؤيد هذه اللعبة القذرة التي تزهق فيها ارواح شباب الامة مجانا في سبيل تبديل خونة مكشوفين بخونة جدد بل شر ممن قبلهم ! ) لان من يقاومون القذافي الان من المجاهدين يلفظون مثلا في تصريحاتهم اسم 17 شباط كمبدا رسمي لهم ويعلنون عن تاييدهم لها والانصياع خلف من يقوم بها اي ان توقيت 17 ومن امر به ليس هكذا بكل هذه البساطة او الاهمال بل انه توقيت محدد له من حدده ثم وظفه ثم جند الناس خلفه وربطهم به وباصحابه. ( الامر له دلالة رمزية بالغلة في الثورات التي حصلت في الامة بعد انتقالها من الاستحمار المباشر قبل منتصف القرن العشرين الى الاستحمار غير المباشرة بعده حيث اعلن استقلال الامارات عام 1971 وقبلت عضوا في جماعة انطوني ايدن والامم الماسونية . ورمزية تاريخ الثورات البعثية في العراق وسورية وثورة اليهودي عبد الناصر 23 يوليو في مصر واليهودي القذافي في 1 سبتمبر 1969 نفسه لها طنة ورنة وتعتبر اعيادا رسمية تتعطل فيها مصالح الامة وتكلف مليارات ايضا لمجرد استعادة التاريخ وتمجيد هؤلاء الخونة الذي ازهقوا دماء شباب الامة مجاما ليصبحوا فراعنة جدد اذلوا الامة ذلا غير مسبوق في تاريخها كله !
ولتوضيخ الصورة اكثر هناك دول على القائمة لم يظهر تحديد لبدء ايام الثورات فيها مثل الجزائر والمغرب و الاردن فمعرفة كيفية تحديد يوم التظاهرات على النظام الملكي المغربي او الجزائري مثلا ليس امرا بسيطا حتى لانبحث فيه وفي من يحدده ومن ثم نعرف من يقف وراء الامور هذه وبالتالي يمكننا ان نسقط احكاما على هؤلاء من حيث الفقه السياسي والوعي بما يرغبون به وما تؤول اليه اوضاع البلاد والعباد بعد هذا الجهاد الفيسبوكي العظيم. ففي تونس سقط العشرات ضحية لذلك فيما سقط في مصر المئات وفي اليمن بدات سيل الضحايا والمجازر واستخدام اسلحة محرمة دوليا في التعامل مع الناس وفي ليبيا فقد سقط اكثر من عشرة الالاف ضحية حتى الان مع ضعف هذا العدد من الجرحى الذين لايعالجون في معظمهم ... وهذا ما يمكن ان تفعله المخابرات النصيرية في سورية.
هناك ارواح بريئة تسقط ضحية عبث هؤلاء الملاعين المجهولين في ساحات الفيسبوك الذين لايختلفون من حيث المبدا عن جماعة المقبور اسامة بن لادين ابدا بل انهم هم هم انفسهم .... ولايعرفهم احدا يجلسون ناعمين في بيوتهم يكتبون سطرا هنا وسطرين هناك بينما يقتل شباب الامة مجانا بخديعتهم هذه وتربطهم بقناة الجزيرة تحديدا صلة وثيقة وقائمة مسجلة بالاسماء والعناوين وارقام الهواتف المباشرة في البيوت والجوالات الشخصية . لايظهرون في البداية ثم ما يلبثوا مع سقوط اول الضحايا من شباب الامة الى نجوم وابطال للديمقراطية والمجتمع المدني ! ( الماسونية نفسها بشكلها الجديد عند الامة )
لاحظت من خلال نشرات هؤلاء المجاهدين الفيسبوكيون : دعوة الناس للانطلاق من ( المواقع الدينية ) بدون ان يقولوا : المساجد .( وهم اي هؤلاء يطالبون جمهورهم تحديدا بالانطلاق في تظاهراتهم الخبيثة هذه من قلب المساجد تحديدا لاستغلال المشاعر والعواطف عند بسطاء الامة ....الذين لايلهب مشاهرهم شيئا غير ذلك ودفعهم للشوارع في الوقت الذي تنطلق منشوارتهم اللعينة من رفض وجود الدين اساسا في تفكيرهم السياسي جملة وتفصيلا ويظهرون بلا مواربة احتقارا للاسلام وعقيدته حين يتحلون الى نجوم في الجزيرة . اي انهم يستغلون رواد المساجد في البداية ثم يحتقرونهم في النهاية وبلا ذرة خجل! ومعظم بل ان كل هؤلاء في الواقع علمانيون حاقدون على الاسلام واهله وعقيدته . لكنهم حين يحتاجون للناس لايعرفون سوى اثارتهم بهذه الطريقة المتكررة والمعروفة . ليقتلونهم ويخرجون على جثثهم للمناصب التي تنتظرهم في خيانى الامة ثانية وازهاق الارواح البرئية هذه في سبيل الشيطان !!!!
( لاحظ ان اي انسان لم يخرج لمساعدة المجاهدين في ليبيا خلال اكثر من شهر من جرائم اليهودي القذافي ولم نشاهد احدا من مجرمي الفيس بوك هؤلاء يخرج لمجرد الدعاية للثوار !!! وتحريك المظاهرات في مدن الامة لنجدتهم وهم في امس الحاجة لاي دعم اعلامي ومادي !!! ) !!! هل في ذلك فائدة وهل يمكن فهم واقع هؤلاء الاشباح الفيسبوكيون ؟؟؟ الان يخرج الناس من مدينة الثورة بنيغازي التي تقاوم ربما للساعات الاخيرة جحافل بلاك قذافي التي ارتكبت و ترتكب المجازر الشنيعة امام عدسات الفضائيات الاخبث ...وسط صمت عربي واسلامي ودولي وتامر شنيع وخائن وخبيث !!! )
لاتوجد اي مظاهرة خرجت من كنيسة في مصر ( فضلا عن ان شنودة اعلن بنفسه منع ذلك في مصر علانية وتاييد مبارك ) ولن تفعل ذلك اي كنيسة في سورية حتى نحدد بوضوح ان التجمعات الدينية هنا !!! يقصد بها المساجد تحديدا وبدون ان يلفظون اسمها ايضا ؟؟؟!!!!! وحتى لو حصل ذلك فهي ولا بد ممن يتعامل معهم هؤلاء الخونة الجدد. ثوار ال Facebook وجزيرة موزة وقاعدة العديد .
شخصيا . لا اعرف احتقارا للاسلام واهله شر من ذلك في الواقع . فنحن نشاهد بام اعيننا ونسمع ونقرا كيف يحركون شباب الامة من المساجد ثم كيف يحاربون المساجد والاسلام والعقيدة بعد ان يسقط النظام ( ظاهريا ) كما حصل في تونس ومصر ويستفتون الناس في امور مبدؤها الدين لله والوطن للجميع ( شعار الماسونية الذي اطلقه الماسوني الماروني بطرس البستاني واعلنه رسميا الخائن الماسوني فيصل في حلب 1919 بعد وصوله برفقة جحافل الانجليز اليها لطرد قوات العثمانيين منها).
السؤال الان: من يحدد للناس هذه المواعيد ؟ وما هي وجهتهم ومنطلقاتهم ومن يرعاهم ويمولهم ومن يقف خلفهم ولمصلحة من ولماذا وكيف يتخذون توقيت هذه التظاهرات بهذا اليوم او سواه وفي هذا البلد قبل الاخر؟؟؟ ؟؟؟
السؤال الثاني : تطبيق ذلك في قادم الايام في : المغرب . الجزائر, ,,!( دول اخرى على الدور )
السؤال الاخير: من الذي استثنى السعودية والاردن وقطر والكويت والامارات تحديدا من وصول هذه الثورات اليها برايكم ولم . ؟؟؟ وهل تقف هذه الانظمة الخيانية و ( وعناصرها الامنية ) وراء اثارة هذه الثوارات الفيسبوكية في الدول التي جرت بها حتى الان ام لا ؟
هذه اسئلة اولية بسيطة واضحة يمكن الاجابة عليها ويمكن من خلال الاجابة فهم كثيرا من اوجه التغييرات التي تجتاح الامة شئنا ام ابينا وتوضح جزءا من واقع الامة غدا والتي ينبغي علينا ان نكون منتبيهين لجملة المتغيرات فيها واثره في واقع الامة ومستقبلها ومصيرها وعلاقته المباشرة بحل القضية المركزية ( الاغتصاب اليهودي لبيت المقدس ) والقضية المصيرية التي تجد سدودا جديدة غير مسبوقة امام قيامها وعودتها للناس كحل جذري حقيقي شرعي يقضي على الظلم والظلمة ويعيد الحق لاصحابه ويرفع من جديد شان هذه الامة ويحقق لها النهضة الحقيقية التي لايمكن ان تبنى الا على هذا الاساس الذي بنيت عليه اول امرها .مصداقا لمقولة سيدنا عمر/ نحن قوم اعزنا الله بالاسلام . ولا سبيل للعزة الا بنظام سيدنا عمر نفسه حرفيا ولفظيا وشكليا ايضا .فضلا عن جوهره بطيعة الحال.
د. عبد السلام حريتاني