منذُ انطلاقِ التعايشِ المرغمِ عليهِ تعوّدنا بانكسارِ الأنوفِ أنْ نزخرفَ بريشاتِ الضبابِ صورَ الأحلام الخريفية على ألواحِ جليد , ونشلَّ الوقت لينفعلَ الخيالُ الصاخبُ بالبهرجِ الزائفِ منحشراً في معمعة الإمَّعية والشذوذِ المتأصّلِ في أوراقِ جيلٍ قادم نحو الخلف , ترى أيُّ مضغةٍ نحملها فتحيينا ؟! وأينَ مضغةٌ ما زال بها ضمير يطيعُ بصيرتها ؟! , ترى وترى ؟؟ ... تمخرُ عباب الحيرةِ ومن إبرةِ يائسٍ يُخرقُ مركبُ التساؤلات لتغرق الإجابة ..
مساحيقُ خشبة تطمسُ معالم الأنوثةِ والتي بدأتْ تطفحُ في شطحاتٍ ذكورية وبين هذا وذاك فقدانٌ للهوية وامتلاكٌ للشهية , وعجاجُ الانحطاط يتوارى في نسمةِ الانفتاح حتّى تذوبَ خيوطُ الذوقِ في برودةِ النسمةِ رويداً رويدا فيثملُ العقلُ ويرقصُ القلبُ ويسكرُ الجهلُ ..
آلاتٌ غُذِّيتْ بطاقاتٍ حيوانية فاجترّعتْ أهداباً بلا عيون نحو وحلٍ تروّى منهُ الشوكُ فنرى رؤوساً تومئُ لبعضها بابتساماتِ تواري الحسرة وتعيقُ الندم , رؤوساً تتجاذبُ الرقصَ ستراً لآثارِ وخزِ الشوك ... فتمتطي الأقدامُ سيقاناً بعشوائيّةٍ إرادية لتلافي ظهورَ ملامحِ الألم , والكلُّ يركضُ يسابقُ الريحِ فيقنطُ من وصبِ لم تكلّفهُ ثانيةً من عمرهِ .... وفوقَ هذا .. الكلُّ يرنو توّاقاً لتلألؤِ جليدٍ متلهِّفٍ لمداعبةِ خيوطِ الشمس