تقديم
لعلني قبل أن أبدأ أيها الأحبة بوضع ضوابط العمل الإداري وقبل كل شيء أن أقوم بتوضيح الأمر الأهم والذي يحدد كل ما سننحو نحوه في ما سيلي من قواعد وضوابط. هذا الأمر أشارت إليه الأخت الرائعة أسماء حرمة الله في مداخلتها حين قالت:
الواحة ليست كباقي المنتديات، إنها بيت القلوب المتحابة في اللـه ورباطُ الحرف، ومعين أخوةٍ في اللـه لن يفكّ أواصرَها شيءٌ بإذن الرحمن مادام الصدقُ وإخلاصُ النية قائميْن، واللـهُ ثمّ الوفاءُ لبعضنا البعض هو الذي يزيد أواصر َأخوتنا جميعاً التحاماً وارتباطاً، الواحةُ وكما أردد ذلك دوماً هي بيتي، ولا أنكر أنني وجدت ُبينكم الدفء والصدق والوفاءَ للحرف.
رابطة الواحة الثقافية إذاً ليست في الأساس منتدى فحسب ، وملتقاها ليس منتدى كباقي المنتديات. إنها صرح لبناء الأمة من خلال تجسيد حلم الكرام فيها وطناً نصنعه بأيدينا ونرعاه بعيوننا ونسير به في خير هذه الأمة ولرقيها. رابطة الواحة الثقافية هي الحلم الذي يراود كل حر كريم ، وكل شريف أبي يريد أن يرى أمته تعود إلى نفسها وتستعيد مكانها ومكانتها بين أمم الأرض. وعليه فإن هذا المفهوم الكبير والعميق لهذه الرؤية هو ما يحتم علينا أن ندرك أن التعامل مع الواحة كرابطة وكملتقى يجب أن تكون مختلفة.
لقد أسست الواحة من أجل الجميع ولم تسع يوماً ولا سعى مؤسسها في مصالح ضيقة أو مزاحمة مغرضة ، ولا أن تكون رقماً آخر في عداد المنتديات العربية الحوارية والتي تطفح بها الشبكة وتطفح هي بالأعضاء ممن يرتاد التسلية والثرثرة والسخافات. إن الواحة هي لكل من يؤمن بها وبرسالتها شريك كامل الصلاحية ، ورفيق جهد وسعي وإنجاز ، وإن كان هذا هو ما ينطبق على الأعضاء فكيف الحال حين يتعلق الأمر بأصحاب الواحة والقلب النابض بها؟
لقد عانت الواحة دوماً من مشكلة تشابه شكلها العام وطبيعة الأداء الفني مع منتديات الشابكة الكثيرة ، وكان في هذا ظلم كبير لرسالية الواحة وجديتها واختلافها التام في الأهداف والأساليب والمناهج زاد هذا الظلم خذلان بعض من أردناهم قادة للخير والصلاح للأداء العام وغلبة الأثرة أو سوء الفهم وعدم القدرة على احتمال الاختلاف ، وكذا كان في مجاملات الود التي أساء الكثيرون فهمها واستخدامها ، فانتحى بعضهم سبيل اعتبار منصبه في الإشراف تشريفا يزيد من رصيد قدره وفخره لا تكليفاً يضعه أمام مسؤولياته. ولعل أهم ما أجده سبباً هو المفهوم القاصر للعديد ممن تولوا مناصب في لجان المتابعة والإشراف أن دورهم يقتصر فقط على الردود في أحسن الأحوال ، ولا يكلفون أنفسهم عناء السعي في رقي الواحة أو المشاركة في التخطيط لها والذود عنها.
اليوم وونحن نقوم بتقييم شامل وتقويم جذري لمستوى الأداء وأسلوب التعاطي في الواحة بما يليق بقدرها باعتبارها منظمة ثقافية عالمية مسجلة تسعى بكل جدية وتجرد نحو التعامل الاحترافي وفق قواعد وضوابط منظمة لكل جزئيات التعاطي اليومي والرؤية الشاملة سواء أكان ذلك فيما يخص الإداريين والمشرفين أو يخص الأعضاء والمشاركات والأنشطة. واليوم أتيت هنا ألخص ما جدتم به بعد مشورتنا لكم في هذا الأمر ولنضع الخطوط العامة التي تحدد قواعد وضوابط تعيين المتابعين وإقالتهم والتي ربما تزعج البعض من أعضاء ومشرفين ممن هو على شفا تململ لا يبقيه إلا المدح والتصفيق ، ونقول للجميع بكل الحب:
سيظل الود أسلوب الواحة الأمثل والواحة أحرص عليكم وتراهن عليكم ولكن لا مجاملات بعد اليوم ولا محاباة ، بل عمل حثيث وتقدير لا يجحد ذا همة حقه.
هنا سأجمع كل القواعد والضوابط التي تخص هيئة إدارة ملتقى الرابطة راجياً الالتزام التام بها نصًا وروحا ، فهمًا وتطبيقا.