رحت لأعود صديقا لي خرج لتوه من المستشفى بعد عملية جراحية موفقة .. فقلت له .. حمدا لله على سلامتك .. ولعله خير أنكَ تخلصت من " الزائدة الدودية .." !!
ضحك صديقي .. وقال ... يا أبا محماس .. العملية لم تكن زائدة دودية بل كانت عملية ( بواسير ) .. فقلت .. إذا الحمد لله على تسليك المجاري ..
فضحك مرة أخرى وقال لي دعني أخبرك بما مرَّ علي من طرائف ومفارقات أثناء وجودي في المستشفى ..
قلت : أفصح يا ابن علقمة !!!
فقال :
( لقد كان بجواري مريض يصيح ليلا ونهارا ... آآخ يا راسي ,, آآخي يا راسي .. فلم استطع النوم منه .. ففكرت في طريقة لإسكاته .. وأخيرا وجدتها .. فقمت في الليل وكسرت له أصبعه .. فنجحت الخطة .. ومن بعدها صار المريض يقول آآخ يا أصبعي ... آآخ يا أصبعي .. فحمدت الله بأنني أرحته من وجع رأسه ولكني اكتشفت بأني لم أستطع النوم لا حين صراخه من رأسه ولا من أصبعه ..
وأضاف : أما أنا .. فقد حسدتُ كل المرضى – مع أنه لا حسد على مصيبة - ولكني حسدتهم لأنهم كانوا أشجع مني ..
فقلت أفصح يا ابن علقمة !!
فقال :يا صديقي لقد كانوا يصرخون جهرا وبأعلى أصواتهم .. فمنهم من قائل : آآخ يا راسي .. .. آآخ يا بطني .. آآخ يا ظهري .. وهكذا .. أما أنا فقد كنت أعاني الأمرين .. ( ألمٌّ مبرِّحٌ يعتصرني .. وعدم جرأتي عن الشكوى ) !!
فقلت : أفصح يا ابن علقمه !!
فهلُ سكتَّ ؟
فقال : " فشر " .. أمثلي من يسكت ؟؟ لقد كنتُ أصرخُ وبأعلى صوتي قائلا : ..آآخ يا شنبي .. آآخ يا شنبي !!
فضحكتُ من قلبي .. وقلت له .. ولكنكَ حليق الشارب .. فهل صدَّقك المرضى بأنك فعلا كنت تشكو من شنبك ؟؟؟
فقال : .. عرفتك فطنا ولمَّاحا فماذا دهاك يا أبا محماس !!؟؟ ..
ألم تفهم ما أعنيه بعد ؟؟؟
فقلت : كلا وبلا ..
أفصح يا ابن علقمة .؟!!
فقال :..
عطر الله أنفاســـكم
جمال حمدان