كحجارة الرحى تدور وتمتد في داخلي كضجيج…….. منتهكة حرمة الصمت….. باحثة عن بقايا سنبلة وأسئلة وحبة بر أو حكاية الذين بقوا منتشيين برائحة التراب ……عن أولئك الصغار الذين أصابتهم غيرة القدماء ورددوا في داخلهم قصائد الانتصار…… سيدي القاضي أمامك عرض حال فيه شرح لأوجاع امة وهموم مواطن فقير الحال…. فيه الراقصون عرايا الساجدون لغير الله في أروقه الابتذال……. الكاشفون عن عوراتهم كالبغايا الواهبون أرضهم وعرضهم بدون سؤال……… العارضين لحمهم في سوق النخاسة كالسبايا الذاهبون بأمتهم إلى الزوال……. سيدي القاضي هذا وطن استبدت به الكآبة من أجهزة امن ورقابه……. ومن مخبر ووكيل نيابة……. وخصي ومومس وأشباه رجال…….اعرف انك سيدي عاجز عن الفعل وعن النطق بالعدل ولكن سيدي سأحدثك عن رجال ما زالوا رجال…… لا تغريهم المناصب ولا كثرة المال…… ولا يخافون الفقر وكثرة العيال…. يبذلون الغالي والنفيس في سبيل العزة والكرامة……. ورأس مالهم الكبرياء وشهامة الرجال .
سيدي القاضي في نهاية عرض الحال
دوام الحال من المحال