ونعود والعود أحمد مع قصيدة ( الكمنجات الضائعة ) للشاعر السوداني مصطفي سند ..:
وطرحت قوس كمنجتي جسراً ببحر الليل
ثم هويت للقاع ..
متورم العينين تنبض عبر أسماعي
طبول العالم الهدار : لا تأسي لمن فاتوا
فبعض مساكن تبقي وبعض مساكن تنأي
فتدنيها المسافات ..
تعلم وحدك التحديق نحو الشمس والمقل النحاسية
مرايا تخطف الأبصار لكن ليلنا الصاحي
وشرفتنا المسائية
علي عينيك فوق رموشك التعبي ستارات ستارات
يضوع بنفسج الرؤيا وتخّضر النجيمات
بكل أناقة الدنيا ..
تمدك بالظلال الزرق بالنغم الذي يهتز في الريح
بدندنة الأراجيح
بساعات يظل الشعريلهث في مراكضها ويطويها
ويسكب روحه فيها
ويحلب قلبه المطعون فوق دروبه العطشي ليرويها
وأهتف أيها المنثال أين زمان لقيانا
لعلك يا عذاب الليل كنت تزورنا كرهاً
وترحل قبل أن تأتي
ونحن نمزق الأعصاب ..نسمع همهمات الوحي
خلف ستائر الصمت
ونرقب لحظة الميلاد برق خلاصنا المرصود
بين الآه والآه ..
وأهتف أيها المنقاد وجهك في دروب الأمس
كان الآمر الناهي
أنا المحروم من دنياك لما غامت الرؤيا
ولفتني المتاهات
سقيت الناس من قلبي حصاد العمر
ذوب عروقي الولهي ..بأكواب من النور
أقبّل كل من ألقي علي الطرقات من فرحي وألثم أعين الدور
كمنجاتي التي ضاعت تردد صوتها المذعور
يهدر في بحار الليل .. يهدر كالنوافير .