لقلبي سماءٌ مهما اتسعتْ ومدتْ عروشها تضيق ضيقا على الأنجم ,
إلاك أنت نجمها الدري الوحيد..
وأنت المتربع على كرسي النبض المبحر في خلجات سري الجهري , والمخلوط بنسغ جهري السري ..
وأنت حبل الضوء الذي فاق أبعاده حبل السرة في حياة الكائن وذاكرة المكان ..
أنت الذي غدت بحضوره النجوم والشموس سدما وأجراما ..
وكم أهرقت خجل الآخرين على حلبة السباق !
واستحالت الكواكب الكبرى إلى كويكبات تعجز حتى عن اختلاس ضوء النجم المجاور لها ..
وتقلب وجه المقابلة على صفحات التنائي ما ان تهب من صوب الغياب رياح الملام , فكيف بك تصب على نار العتاب زيت الحدة وتخلي سبيل اللحظة من رائحة الجدة ..
أتريدها ان تموت في حضن الروتين والأنماط المتماثل كتماثيل روما ؟ .
تلك التماثيل التي عاشت في حضن الموت و ماتت في ضلوع الحياة . وكم أحترت زمنا بين قناعاتك المنزلقة على معايير عولمية مزاجية وبين إحساسك الإنساني الصادق في اللحظة والتو , ولم تكن حيرتي بهذا الحجم لولم تكن أنت ضحية التوزيع بين المتقاطعين .حتى تأخر وصولي ..حين وصلت لم أجدك...!!
تأكد بأن هذا القنديل الذي يستضيء به غيري لا يصل إلى وجنة ليلي ,ولا يطعم نافذتي ببصيص الأمل , و مع ذلك أساير التيار .
وتلك الرفوف التي تقتات على غبار مستوفي تكدسه فوق أغلفة كتب الجيران لا تقرأ حقيقتي على ضوء التقديري.
كنت أظن والظن في بعض المواضع ذنبٌ , بأنك أنت الذي ألهم الطير لينشد لحن الرحيل ولكنك لا ترى من سفرك ما تراه من سفر غيرك , والفرق هي زاوية الرؤية وحجم قياساتها في النظر اليك والى غيرك .
إنه رحيل .. حقائبه/ ومتاعه وتأشيرته تنطلق من مبدأ التنقل مع الاحتفاظ بالمساحة المرسومة على جبين العمر..فلا تخالف بها السنن..!!
قراري يبدأ بأول حرف من اسمك وينتهي بدال دلالك.
..
تذكر ..من طالت أسفاره ابتليت حقائبه بالثقوب , فلا تعجب ان تساقطت منها الظنون و تلقفتها الأرصفة ثم مدت المسافة مدّا.
أنت الذي من أجله نهرتُ صوت العقلِ ورسنتُ رغام الغبارِ كي يصبح في أرشيف الزمن نشار لوجين سقط يوما من الأيام من عنفوان الانتظار تحت شرفة القمر الذي كنت أرقبك منه واليه.
ومن اليقين أقر بأنك لست القرصان بل أنت الربان وان كنت لم أسلمك حبل سفينة كنا على ظهرها ذلك لا يعني بأن في نفسي شيء من الريب تجاهك.
أنسيت في وجودك تقزمت الحيتان الزرقاء واختلت بصيرة القرش الأبيض ولم تجرؤ لصوص البحار الاقتراب من آفاقي .ّ ؟
ولكني نزلت الآن من سفينة التحدي وترجلت إلى شاطئ بقي يرصد نتوء شراع مركبك البعيد الذي وحّد خطي الأفق حتى ظننته داوى جروح البحار وغير معالم القانون الدولي للملاحة لنصبح نحن العرب والمسلمين أسياد البحار كما كنا أيها السندباد قبل أن يجرفنا الوهن على سواحل الرقاد ..
لا تظن بأن الرحيل أتعبني ..فـ الرحيل دليل على تجدد الحياة ..
لهذا تناول كفي يدك الممدودة مصافحا من الشاطئ الآخر حبا في العبور مني إليك ..بل لأني قررت البقاء ارتحالا في أبعادك الشاسعة يا .....
بُعدي الرابع.
...........أنتهت.