لم أكنْ أعلمُ بمجيئك إليَّ في مثل هذا الوقت, كنت حسبت أنَّك عبرتِ
اقتربتِ دون أن أفهم سبب تذكُّرك لي بعد هذه المدَّة الطويلة التي مضى
فيها على تعارُفنا,وتعارُفنا كان مجرَّد صدفة فقط وما أحسِّه فيك الآن
أنك ستبقين مستمرِّة معي تذكرك لصداقتنا القصيرة وضعني أمام عديد
من التساؤلات ,جعلني أبدأ بكتابة حياتي معك مع أول لفتة منك ,وما سأكتبه
إنما أعتبره حدثاً مهماً يجري في حياتي, فبمجرد أن أعايش نبضات امرأة
مثلك ,أعرف أن لي موعداً آخراً مع القمر,تذكرين لقاءنا الأول أيتها السمراء
الجذابة لدمي لعنفوان شبابي إنك اللحن الذي أتنفسه منذ غيابك,الهواء الذي
أفكر بجهة هبوبه وانبعاثته,مجيئك مجدداً لحياتي أوهبني قيمتي وذاتي التي
لا أفكِّر بها لم أكنْ أحسبك أيَّة فتاة كانت سمة التميز باديةً على ملامحك,
طيبتك وحديثك عن نفسك جعلني أميل لك أكثر ,ما خبئتِه في قلبك من لوعة
وحنان,لوعة وتواضع وودّ كان فوق ما أستحق أنا السائح العاشق
برودة الجو هي من جعلتني أحتمي في نظراتك الدافئة يوم تعارفنا أتذكرين؟
المتعة التي أحسست بها حينها كانت بالغةالتأثيرعلى حياتي, وقت غيابك
تصوَّري أنني عندما ابتعدت وفكَّر القدر أن يبعدنا عن بعضنا وجد نفسه ليِّنا
معنا والدليل على ذلك أنه ذكرك بي لم أكن أجامل حين قلت لك أنك
اسم على مسمى وتنهَّدتِ حينها وقلت(تسلم), كانت الصراحةسمتي ومشكلتي
أيضاً في نفس الوقت ويبقى السؤال العالق في تفكيري يئن الآن في داخلي
بتوهج مالذي ذكرني بك ؟ وما الذي ذكرك بي؟, أهي الصدفة أيضاً؟! معقول!
لا مستحيل!! ,غيِّرتِ أمام عينيِّ ألوان الورود, كل الورود من بعدك سمراء
اللون موحَّدة اللون لأنك بلا شك أميرة الورود البهية سمي هذه المقولة
ماشئت مجاملة ربما لكنها لم ترد كأي مجاملة تُقال لفتاة ما,سأحتفظ بحروف
اسمك لتكون منيرة بين شفاهي ,لكن سأحاول أن أمتلك أحرفه مثل طموح
الملوك أن يسودوا العرش لمدة طويلة,كحب المغامر والبحّار أن يختصرا
تاريخ البحر وحجمه برحلة طويلة ومفيدة..
والآن التقينا كان اللقاء كبيراً, كان اللقاء حلواً مفعماً بالعسل والحنين
كانت هوايتنا المشي على دروب الحرية ومشينا غير مبالين بالحواجز
التي أمامنا, إنها حبيبتي الوردة السمراء ,الجمال المخبَّىء بين دفاتري
الشعرية هي ذا الحياة الجميلة تُسعدنا مع بعضنا ,فاجأتني الحياة بك اذ
تمشين على رصيف جراحي كغيمة تتدلل على الربيع أنت متعتي فرحتي
نشوتي ,حياتي صعبةٌ وماألذَّ صعوبتها حين تكونين معي ,أحلامي صغيرةٌ
لكنها ستكبر بقصتنا بعمرنا الزَّاهر في حديقة العشق ,الطيور تحلم بأن تكون
مثل البشر أم نحن من نحب أن نكون طيوراً في السماء ؟,الهواء الذي استنشقه
فيك لا يشبه الهواء الذي أتنفسه, رائحة جسدك أطيب والمشي معك في
الحديقة مشهد وجداني رائع لا يحتمل السكوت عنه, إني أقيس العالم
كلَّه كما يقيس الخيَّاط الثياب وأرى السعادة مفصَّلة كقميصٍ على جسدك
وأرى المتعة تدفعني للألتصاق بك أكثر ,تتبعنا عيون الذاهبين والراجعين
كلها تحكي عن مشينا برفقة بعضنا كلها تتبع نسيمنا المميز ,تتسلل الغيوم
من نوافذنا لتخرج إلى السماء وتُزيِّنه وتحكي العصافير النائمة حكايتنا
قبل أن تنام, مواعيدنا ممكنة حدوثها مثل أيِّ لحظة متوقعة لتساقط مطر
في أواخر نيسان
ريبرأحمد\ذات جنون\ 2007م\