أرجو ألا تكون مملة لطولها ، وأعتذر سلفا
مع ملاحظة أن الضمة فوق الشدة تظهر كالفتحة مع هذا الخط .
ثورة أطياف
أّلهِبْ فَضاءَكَ واغْتسِــلْ بالنّارِ ..... وَ اعْقِـدْ لِواءَكَ وائْـتَـزِرْ بالغَــارِ
زَلْـــزِلْ أَقانِيمَ الفَســــادِ وَ دُكَّهــا ..... وَ أَقِــمْ علـيهـا دَولَـــةَ الأَحْـــرارِ
أَلهِبْ فَضاءَكَ وَ اقْتَحِـمْ مُتحرِّراً ..... مـن رِبْقَــةِ الإذلالِ وَ الإذْعــــارِ
إمّـا حيــاةٌ والنُّفـوسُ كـريمَــــــةٌ ..... أو نيــل عـزِّ شـــــهادة وَ فخــار
أَلهِبْ فَضاءَكَ إنَّ نـارَكَ فَيْصــلٌ ..... مــا بيــنَ مَجْـــدٍ تَـالِــدٍ وَ العَــارِ
هيَ لُقْمَـةٌ فانْظُرْ لنَفْسِــكَ مَطْعَمـاً ..... في عِــزّةٍ أوْ ذِلَّـــةِ " البِسْــطَارِ"
ما أشْــبَهَ الأمْسَ القَريبَ بيومنــا ..... تَـتَـوالَــــدُ الثَّــــــوْراتُ فـي آذارِ
******************
درعا ، وَ يأْتيكِ الشُّــموخُ بِكِبْرِهِ ..... يَجْثـو أَمــامَكِ زائِـغَ الأبصــــارِ
درعا ، وَ تَنْتَفِـضُ البـلادُ بِقَضِّها ..... وَ قَضِـيضِهـا مَشْـبوبَـةَ الإيثــارِ
و قَوافِــلُ الشُّـهَداءِ أُسْرِجَ فَجْرُها ..... لِتُنيـــــرَ دَربَ قَـوافِــلِ الثُّــــوّارِ
ها قَـدْ أَتَتْـكِ منَ البـــلادِ رســالةٌ ..... دَمُنا الفِـدا و الخَيْلُ في المِضْمارِ
*******************
نَهَضَـتْ أهـــالي بـانِيـاسَ تَـآزُراً ..... لِتَكونَ قُربَـكِ في أَتُـــونِ النّـــارِ
ماهمَّــهُـمْ بَـذْلُ النُّفـوسِ سَــــخِيّةً ..... فالخَطْبُ وَحَّــدَهُم بِغَيْرِ شِـــعارِ
وَ اللّاذِقِـيَّـةُ قـدْ تَنَـكَّـبَ أهــلُـهــــا ..... بالسِّــلْمِ وَ الإيمـانِ و الإصْـرارِ
بَـذَلـوا فما وَهَنُـوا ولاحَـزِنُوا ولا ..... يَئِسُـــوا فكانـوا خِيـرَةَ الأَبْـــرارِ
يَدْعُـونَ حِمْصَ إلى الصُّمـودِ تَشَـــبُّثـاً بالحَــقِّ بالأنظـــــارِ والأَظْفــــارِ
حَـقِّ الحيــاةِ مـعَ الكـرامَـةِ كُلِّهــا ..... مَهْمـا أتى مـنْ مُحْدِقِ الأَخْطـارِ
كونـوا كما الإِعْصـارِ آثـاراً وَ لا ..... تُبْقـوا مِـنَ البـاغِينَ مِـنْ دَيَّـــــارِ
أَنْتُـمْ خَرجْتُـمْ للضِّيــاءِ فَـلا تعــودوا للظَّـــــلامِ وَ سَــــــوْءَةِ الأَسْـــــوارِ
قَـدَّمــتُـمُ ثَمَــنَ الهــواءِ دِمــاءَكُـمْ ..... نِعْـمَ التِّجارةُ ذِي وَ نِعْـمَ الشَّاري
لا تجْعـلُـوهــا كالهَبَــاءِ ذَهابَهـــا ..... تَدْعــو عليــكُمْ ضَيْعَـةَ الأَعمــارِ
*******************
حُكَّامُنـا شــاخَتْ مَنـاهِجُ ظُلْـمِهِمْ ..... وَ تَفَــرَّدُوا بِطــرائِقِ الإِضْـــرارِ
لا تـأمَنُوهمْ مِثْـــلَما أَمِنَـتْ حَمَـاةُ ..... فَـفُجِّـعَـتْ بِطـــهـارَةِ الأَزهـــــارِ
حَصَـدُوا الرُّؤوسَ و أَهْـرَقُـوا نَهْــرَ الدِّمـاءِ و نَكَّلُـوا بأَوابِـــــــدِ الآثــارِ
كم حَرَّقُـوا كم شَــرَّدوا كم كَبَّلُـوا ..... واهٍ لِجُــرْحٍ في الحَشَــــا تَغَّـــارِ
لكِـنْ حَمَــاةُ وَ رُغْـمَ ما اسْـتَشْــرى بها ، قـامَتْ بِكُـمْ تسْعى وراء الثَّـــــارِ
تَـنْخُـوكِ إِدْلِــبُ للـوقــوفِ بِـقُـوَّةٍ ..... كالسَّـــــدِّ ضِـدَّ الفـاجِـرِ الخَتَّـــارِ
لا تأمَنُـوهـمْ فالـمَقـابِرُ شــــــاهِـدٌ ..... يُنْبِيكُـمُ عـنْ ســـــالِفِ الأَخبـــارِ
وَ لِســانُ بُلدانِ البَسِــيطَةِ مُفْصِحٌ ..... عَمَّـا جَــرى للنُّخْبَـةِ الأَحْبــــــارِ
هَجَروا الأحِبَّة و الـدِّيــارَ تَخَوُّفـاً ..... وَ تفَرَّقـوا في سـائِرِ الأمْصــــارِ
فَإِلى متى يـابْنَ الجَـزِيرَةِ ترتدي ..... ثَوبَ السُّكوتِ عَنِ القَبيحِ العاري
عَهْـدي بكُمْ أرضُ الرُّجـولَـةِ وَ الفِـدا ، كَـمْ أَنْبَتَـتْ مِـنْ مـاجِــدٍ مِغْـــوارِ
أرضٌ تَضُـمُّ الكُــرْدَ إِخْــوانَ العقيــدَةِ وَ المَصــــيرِ وَ زِينَـةَ الأصْـــهارِ
هِي أرضُ مأسَــدَةٍ مَنيعٌ شَــعبُها ..... وَ عَرِينُـــها لمْ يَسْـــتَكِنْ لِحصارِ
و إِلـى مَتَى حَلَـبٌ تنــامُ لُيُـوثُهــا ..... وَ المَجْدُ أَقْـرَبُ مِـنْ جِدارِ الجارِ
إنْ فاتَهـا المَجْـــدُ المُؤَثَّــلُ فاتَهــا ..... وَ حُقولَهـــا الأمطــارُ في أَيَّـــارِ
إِنّي أُناشِـــــدُ عَجْفَـكُـمْ لِيفُـوتَـكُـمْ ..... وَ تَعـــودَ نَخْــوتُـكُمْ إلـى الإِدْرارِ
أوَ تَرتَضـونَ بأنْ يُقــالَ تَخاذلُـوا ..... في يومِ جُـلَّى ظـاهِــرِ الإِبْـــرارِ
هُبّـــوا خَمِيســاً نَجْــدَةً لِمســـاجِدٍ ..... غَصَّــتْ بِكُلِّ خَبـائِـثِ الفُجّــــارِ
وَ ثَواكِلٍ وُتِرَتْ و أطفـالٍ قَضَتْ ..... في السِّجْنِ أو برصاصةِ الغَـدّارِ
لا ذنْـبَ إِلا أنّـهُـمْ طَـلَـبُـوا الحيـــاةَ كــريمَــــةً عُـطـُــلاً مِــنَ الأكْــــدارِ
*******************
يا شــــامُ يَكْـفي ماصَبَـرْتِ ألا انْهَـضِي ، إنَّ الحيــاةَ قصـيرةُ الإِبحــارِ
يكفِيكِ صَبْـراً أربعـونَ مِنَ السِّـــــــنينِ تَـوالَـدَتْ بالقَمْـعِ وَ الإِعْســــــارِ
قَـدْ آنَ عـامُ الغَــوْثِ فَـاعْـتَصِــرِي و لا تَـثَّــاقَـلي في نَفْــــرَةِ الكُـــــرَّارِ
قُومي خَطِيباً في الجُمـوعِ وَ حَـرِّقي سُــــفُنَ الرُّجُـوعِ وَ نِيَّــةَ الإِدْبــــارِ
فـأَمـامَـكُمْ نَصَـبَ اللِّئــامُ مَـوَائِـداً ..... مُلِــئَتْ بِكُــلِّ الحِـقْــــدِ والأَوْزارِ
هيّـا دِمَشـــــقُ فأنتِ بَعْــدَ إِلَهِـنــا ..... بَحْرُ الرَّجـــاءِ وَ مَنْبَعُ الأَنْصـارِ
فإذا غَفَـوْتِ الآنَ بـاتَ خَــلاصُنا ..... نُهْبَى أيـادي العُصْبَـةِ الأَشْـــرارِ
هيّـا انْصُبي مِيزانَ عَدْلِكِ في الضُّحى وَ ضَعِي الدِّمَـا في كِفَّةِ الأَسْـعارِ
لا تســــمَعي لِـوعـودِهِمْ ، عُـرْقُوبُ مَلَّ وُعُـودَهُمْ ، فَوُجُوهُهُمْ كالقَــــارِ
وَ سَـيَجْنحونَ إِلى الحِوارِ خَديعَةً ..... كمَنـاجِذٍ لَجـأَتْ إِلى الأجْحـــــارِ
أيُّ الحِــوارِ يُعيــدُ منْ سَــــبَقَتْهُمُ ..... أَرْواحُهُمْ وَ مَضَوْا بِغَيْرِ حِـــوارِ
أيُّ الحِــــوارِ يُعـيــــدُ للثَّـكْلى حبيـبَ فُــــؤادِهــا مِــنْ حَمْـــأَةِ التَّـــذْكارِ
ومَـِن الـذي سَــــــيُمَثِّلُ الـرَّأْسَ الكـبيـــرَ لَقَـــدْ مَلَـلْـنـــــا لُـعْـبَــةَ الأَدْوارِ
عَجَبــاً أَنُــلْـدَغُ مَـرَّةً مِنْ جُحْرِهِمْ ..... وَ نَعُــودُ نَأْمَنُهُــمْ على الأَجْفــارِ
أَيُّ الحِـــوارِ وَ قـدْ أرادوا فِـتْنَــةً ..... بيـنَ الطَّـوائِفِ صــاحِبـاتِ الدَّارِ
خَسِــئُوا .. وَ خـابَ رَجـاؤُهُـمْ بِخُـروجِنـا صَفّاً لِـدَحْــرِ الغَــادِرِ المَـكَّارِ
مُتَكاتِفونَ ، مُـوَحِّـــدٌ وَ مُثَـلِّــــثٌ ..... كُرْدُيُّ آشــــورِيُّ أوْ مِـنْ مـاري
دُرْزِيُّ أوْ عَـلَـوِيُّ تَجْمَعُهُـمْ معــاً ..... لُغَــةٌ وَ ســـــورِيّـا كَمَا الزُّنَّـــارِ
فـإِذا بِوَحْدَتِنا شَــــجاً في حَـلْـقِهِمْ ..... أوْ طَعْنَــةً في النَّحْــرِ وَ الأَزْوارِ
يا شَـــعْبَنـا فَجِّــرْ دُروبَ اليَــأْسِ وَ امْشِ على طَـريـقِ العِــزَّةِ المَـــوّارِ
النَّصْرُ صَبْرُ سُــوَيْعَـةٍ ، فَانْصُـرْ إِلَهَـكَ في الخَفا يَنْصُرْكَ في الإِسْــفَارِ
تمت في 10/6/2011