عض الاصابع
عض الأصابع , ألقِ الروح في النَّدم
ما عـاد يجــدي أنين الحـرف والقلـم
أودعــت خلفــك بحـراً لا حــدود لـــه
ثم انثنيــت تــدسُّ السُّــم في الدَّســـم
بـَـــدأُ الحكايــــة كان الليــل قـــافيتي
والنجم والسحر كانا من ثرى قـدمي
وزورقُ البــــدرِِ للآفــــاق يحمِلُنـــي
حتـى كأنّي على أُرجـوحَـــةِ الحُلُــــم
ودفَّـــــةُُ الغيـــم مِجـــدافٌ يُحَرِّكـــــه
كأنـــه في المدى يمشــي على القمـم
والليـــلُ بحــرٌ يلوذُ العاشــقون بــــه
وكنـتُ فيهــم رضيعَ الحبِّ في نَهَـــم
أختــال تيهــاً على عــرشٍ بمملكــــةٍ
فوقَ الثُّريّــا وصرح العمـر كالهـــَرَم
أو تحــت باســـقةِ يدنـــو لمقعَدِهـــــا
حُلُمي , ويحفرُ فـوق المقعــدِ الهــَرِِم
يـا قلب كنــا ونبـضُ الحــبِّ يجمعُنـــا
أوتـــارَ أغنيــة تشـــدو بِمــلءِ فـــــم
نُلملـــم الــدُّرَ من نـورِ النُّجـــوم على
ســلكٍ ونجلــوه عقـــداً جِـــدُّ مُنتظِــم
ونَفــــرشُ الليــــلَ أشــواقـاً مُحلقـــةً
ونرســم الــزورق الولهـــان بالقُلــم
وهمسـة العشــق فـى كفـيَّ أغرقهـــا
بين الــرذاذ وانفـاس النــدى العَـــرِم
نغفـو بعيــداً على الغَيْمـاتِ في خــدر
ويمــلأ الـكأس ولـــدان من الخـــــدم
كنـــا وكنـــا وكان الحـــب يجمعنـــــا
حتى امتهنـت طريقــا ســـار للســـقم
ضيعت نفســك في صحــراء لاهبـــة
كقطــرة الــدمع فــي أمــواج ملتطــم
أو أنك البـــدر قـد ضــاعت ملامحــه
بين الغيـوم وضاع النـور في الظلــم
وهــاديء المـوج قـد راقـت ملاعبــه
حتى اتيـت فـأضحى المـوج كالأطـــم
وأصبــح اليوم جـدرانــا مشــاكســـة
وكان عـرســـا حفيــــا رائـق النغــــم
مـاذا دهــاك فهــل في العمــر باقيـــة
لنصلــح الكســر في مـرآة منصــرم؟
فاتبــع خطاي فـدرب العمــر مُنحــدر
ومــــــا تبقــــى إذا راقبـــت يســـــتقم
لــن أترك الرأي بعـد اليــوم منتحــرا
علـى يـديـك , وانـي صــانع الــدِّيَـــم
هيـّــا ورائي ستمشي طائعـــاَ أبـــداَ
حتى يعــود صحيــح الــدرب للقـــدم