كَأَنَّ اللهَ لَم يَخْلقْ سِواكِ
شعر: مصطفى السنجاري
حَبيبَةَ مُهْجَتي أَمَلي لُقاكِ
فَهَلْ لي فِيْهِ مِنْ أَمَلٍ مَلاكِيْ..؟
*
أَعِزُّ هَوَاكِ أكْثَرَ مِنْ حَياتي
وَهَلْ تَحْلو الحَياةُ بلِا هَواكِ..؟
*
أتُوقُ إلَيْكِ ..واللُّقْيا طُمُوحي
وإنْ يَكُ في مَراكِبِهِ هَلاكي
*
أُضَحّي في هَواكِ بِكُلِّ شَيْءٍ
أنا ، والشِّعْرُ ، والدّنيا ، فِداكِ
*
أنا مَيْتٌ .. وَصَدُّكِ أنْتِ مَوْتي
دَعِيْني اليَوْمَ (كَيْ أحيا) أراكِ
*
فإنَّكِ مُصْطَفايَ مِنَ الغَوانِيْ
بإصْرارٍ .. فَهَلْ أَنَا مُصْطَفاكِ ..؟
*
بِرُؤْيَتِكِ اعْتَرى قلبي هيامٌ
ألا هَلْ ما اعْتَراه قد اعْتراكِ
*
وَرُحْتُ أراكِ دُنْيا مِنْ خَيالِ
أتيهُ بِها كَنَجْمٍ في فَضَاكِ
*
فَلا أدري انْتَضَيْتِ السِّحْرَ سَيْفا
أمَ انَّ السِّحْرَ كالسَّيْفِ انْتَضاكِ
*
يُسافرُ بَيْنَ عَيْنَيْكِ اشْتِهائي
كَأنّيَ قُلْتُ : هاتِ ، تقولُ : هاكِ
*
فَمَنْ حُسْنِ إلَى سِحْرٍ رَحِيْلي
إلَى أَلَقٍ وَأعْطارٍ زَواكِي
*
وَحُسْنٌ قَدْ يُزَاحِمُ أَلْفَ حُسْنٍ
وَسِحْرٌ مَعْ سِوَاهُ في اشْتِباكِ
*
جَبِيْنُكِ كَالبُرُوْقِ لَهُ بَرِيْقٌ
وَطَرْفُكِ بَيْنَ مُبْتَسِمٍ وَبَاكِ
*
أَقاما بِالمَفاتِنِ زَهْوَ عُرْسٍ
وَبِالخَجَلِ المُقَدَّسِ وَجْنَتاكِ
*
وَلِلشَّفَتَيْنِ زَقْزَقَةٌ وَشَدْوٌ
كَأَجْنِحَةِ الفرَاشَةِ في ارْتِباكِ
*
وَجِيْدُكِ ثَلْجُ لَيْلٍ في هُطُوْلٍ
وَصَدْرُكِ مَوْجُ نُوْرٍ في حِراكِ
وَقَدُّكِ مِثْلُ رَيْحانٍ تَثَنَّى
بِما يُلْقي الطُّيُورَ عَلَيْهِ شاكِ
*
أَرَاكِ أَرَقَّ مِنْ أَرْقَى نَسيمٍٍ
وَلَنْ تَرَياكِ مِثْلِي مُقْلَتاكِ
*
فسُبْحان الذي سَوّاكِ حَتّى
كَأَنْ صَنَعَتْك مِنْ أَلَقٍ يَداكِ
*
حَوَالَيْكِ القُلُوْبُ تَذُوْبُ عِشْقاً
وَيَسْعَى المُعْجَبُوْنَ إلَى رِضَاكِ
*
هَنِيْئًا لِلّذي أَمْسَى حَبِيْباً
فَتَى الفِتْيانِ مَن أَمْسَى فَتاكِ
*
سَتَغْدُوْ كُلُّ مُقْفِرَةٍ رَبِيْعاً
إذا ما مَرَّ في دَمِها شِتاكِ
*
فلو قِيْلَ : اخْتَرِ (امْنيَةً) سَتُعْطَى
لَمَا كانَ الخَيارُ إذنْ عَدَاكِ
*
أُحِبُّكِ فَوْقَ حُبِّ الذّاتِ حَتّى
كَأَنَّ اللهَ لَمْ يَخْلقْ سِواكِ
*
عَشِقْتُكِ عِشْقَ محْرُوْمٍ فَلاقَى
فَهَلْ عَشِقاكِ مِثْلي..؟ وَالِداكِ
*
*
26/7/2011
*******************