|
القلب في نشوة والسمع في طرب |
والعين في نضرة والعقل في عجب |
والروح تسري إلى الفيحاء هائمةً |
والجسم يسعى على حب وفي خبب |
يا واحة الحسن أنت الحسن نشهده |
يا ساحة الحب يا فوزاً لمنتسب |
أنت السماء علواً أنت بهجتنا |
يا شمس آدابنا يا واحة الأدب |
قد زينتك نجومٌ من تألقها |
تهدي المسير بلا زيغ ولا عطب |
أكرم بإشراف أشرافٍ إذا نصحوا |
لقيت من نصحهم ما شئت من أرب |
لما دعاني إلى الفيحاء رائدنا |
إلى المغاني جمال مرسي الرتب |
أتيت أسعى إلى بحر مناهله |
تفيض عذبا ولا تخشى من النضب |
أنعم بواحتنا الغراء كيف بدت |
فيضاً من البحر أو غيثاً من السحب |
يا واحة النور أنت البدر في ألقٍ |
ما شابه في جمالٍ طارئ الحجب |
إني رأيتك في الواحات غانيةً |
كغادة الريف في حسنٍ وفي أدب |
يا جنةً مِن جناها كل ناضجةٍ |
لِمَن جناها وذاق الطعم عن كثب |
ومن حسان المعاني كل كاعبةٍ |
معسولة اللفظ أو مكحولة الهدب |
فيك الرياحين كم أذكت روائحها |
قلباً شغوفاً فصاغ الحب كالذهب |
من كل سوسنةٍ أو فلةٍ نظمت |
على جيود حسانٍ نُهَدٍ عُرُب |
تلك الأقاحي على حبٍ نشاهدها |
كم أورثت نضرةً في وجه مكتئب |
أنت الثقافة في شتي مناهلها |
عصارة الفكر أو منظومة الكتب |
الشهد ذقناه ما أحلى مراشفه |
وذائق الشهد لا يغفو عن الطلب |