|
دَعْ اللومَ إما أَغْدَفَ الليلَ مُزْمَعُ |
وخَلِّ عزاءَ النَّفسِ أنقى وانصَعُ |
لَعَمْرُكَ إنّ المَرْءَ إما بِذِيْ حِجَاْ |
وإمّا سَفيهٌ في السَّفاسِفِ يَرْتَعُ |
تُناوِشُني الأرْذالُ أمْريْ فأتّقيْ |
طِغاماً لها الأيّامُ تَدنو وتَخْضَعُ |
فيا عَجَباً إنْ كانَ للوَعْلِ مُتَّقىً |
سِوى أَخْشَبٍ كالطَّوْدِ يَسْمُو وَيَمْنَعُ |
ويا عجباً اَنْ تَعْقِلَ البازَ رايةٌ |
فتمضي بُغاثُ الطَّيْرِ تَفْري وَتَقْطَعُ |
أُكابِدُ مِنْ وَعْرٍ وَما الوَعْرُ غايَتِيْ |
ولكِنَّ شُمَّ الأُكْمِ حِصْنٌ وَمَطْمَعُ |
أُحابِيْ كِراماً هَدَّمَ البُغْضُ صَرْحَهُمْ |
وَاَزْجُرُهُمْ حِيْناً وَأُغْضِيْ وَأَشْفَعُ |
تَسَنَّمْتُ حتّى مَعْقِلَ الشَّمْسِ جَهْرَةً |
كأنّ ذُرى العَلياءِ مأوى وَمَضْجَعُ |
وَما سادَ في السّاداتِ خِسٌ وَما وَنَىْ |
بِمَكْرُمَةٍ أَحْوىْ مِنَ الجَّهْدِ أَسْفَعُ |
فِإنْ عَثَرَتْ بي مُهْرَتيْ هل تلومُني! |
لِحَجْلٍ وَلَيْسَ الحَجْلُ أجْدى وَأَنْجَعُ |
مَضَيْتُ على ساقٍ بِدَرْبٍ مُكِلَّةٍ |
وَقَدْ كَلَّ مِنِّيْ الدَّرْبُ والكَلُّ يَهْجَعُ |
ولم اَلْفَ بي في مُهْجَتيْ غَيْرَ ناهِضٍ |
وَلَمْ اَلْفَ إلفِيْ غَيْرَ مُضنى وَمُوْجَعُ |
يُعاتِبُنِيْ قومي وَقَدْ بانَ بَيْنُهم |
وَمِثْليْ لِذِي عُتْبى يَرُقُّ وَيَصْدَعُ |
ولكنَّ طَبْعي لا يجافي إذا جفا |
وَلِيْفٌ ويقسو إنْ تمادى وَيَقْدَعُ |
تمادَوا فَحَاقَ الشَّرُ أَعْوَرُ زائغًٌ |
وَعاثَ خَسِيْسٌ بالذي كُنْتُ ادفَعُ |
قَدَدْتُكِ مِنْ صَخْرٍ وَرُحْتُ أَرُوْضُهُ |
فلا لانَ لي صَخْرٌ ولا الجَهْدُ ينفعُ |
وأُبْتُ بِخُفٍ لا حُنَيْنَ مضى بِهِ |
كما جاءَ لكنِّي بأشقى وأَضْيَعُ |
أضامُ وتمضي خُطوتي غَيرَ آبهٍ |
واعثُرُ حيناً بالخبيء وأَوْقَعُ |
واَمضي إلى شمّاءَ لستُ بمُبْدِلٍ |
عَواراً بها للعينِ تبكي وتدمعُ |
عَشَوْتُ إذا أبدلتُ صافٍ بمُعْكِرٍ |
وأبْصَرْتُ إنْ ينفي الخَسائِسَ أرْفَعُ |
مَضَيْتُ وَلَنْ اُثْنِيْ اَعِنَّةَ غايتي |
مُجِداً وعفوُ اللهِ أوفى وَ أَوْسَعُ |
سَتُنْبِؤُكَ الأيامُ عني فإنْ يَكُنْ |
حَديثيْ لِذِيْ سَمْعٍ فَصَمْتِيَ اَسْمَعُ |