|
تسابق الناسُ للأسواقِ في نهمِ |
وأفرغوا شهوةً في الحلوِ والدّسَمِ |
موائدٌ صُفِّفَتْ في كُلِّ ناحيةٍ |
تحفُّها آفةُ الإسرافِ والتُّخَمِ |
تجمّع القومُ في أكنافِها ونسوا |
بأنّ في الأرضِ من قد ضاقَ بالقُحَمِ-1 |
تجاهلوا من قضى من جورِ مسغبَةٍ |
ومن بدا عظمُهُ من سطوةِ السّقَمِ |
في أرضِ صومال من بالجوعِ تُبصِرُهُ |
كأنّهُ هيكلٌ قد سُلَّ من أدَمِ-2 |
يسيرُزحفاً على بطنٍ مُقرّحَةٍ |
وليس في الزّحفِ ما يوصِلْهُ للقَرَمِ-3 |
فهل نسينا عباد اللهِ مرحمةً |
وهل جهلنا ثوابَ اللهِ للرّحَمِ |
أوفضلَ من أنقذَ الأيتامَ من نصبٍ |
في يومِ مسغبةٍ من حومةِ الألمِ |
أومدّ كفّاً إلى شيخٍ وأرمَلَةٍ |
مسكين متربةٍ في الرّمْلِ لم يقُمِ |
فأيُّ أجرٍ يرومُ الناسُ غلّتَهُ |
وقد رموا الزادَ بعد الأكلِ في الرِّمَمِ |
لوجمّعوا الفِلسَ فوق الفلسِ واتّفقوا |
على مسيرٍ إلى الصومالِ بالشّيَمِ |
أرضوا الإلهَ وكفّوا عُسرَ اخوتهِم |
وقدّموا الغوثَ للملهوفِ في الظّلَمِ |
فكُلُّ فردٍ بهذا الدّينِ لوبُسِطَتْ |
كفوفُهُ للسّخا والأجرِ والكرَمِ |
لما شكى مسلمٌ من بأسِ فاقتِهِ |
أوطافَ في الأرضِ من جوعٍ إلى الأُمَمِ |
ياأخوتي أخْلِصوا للهِ واتّعِظوا |
إنّ المقاديرَ في الألواحِ لم تنمِ |
تذكروا ماشرى عثمانَ من نِعمٍ |
وصبّها عنوةً للهِ في الدِّيَمِ |
تذكروا عُسرنا من قبلِ نهضتِنا |
وكيف عاش الأولى في الضيقِ من قِدَمِ |
إذْ جفّتِ الأرض ُ حتى ضاق ساكِنُها |
وصرصرَ البطنُ من يُبسٍ ومن عدَمِ |
فلتشكروا اللهَ من بالخيرِ أخلفكُم |
وحفّكُم بالرّخا والأمنِ والنِّعَمِ |
ولتُسْنِدوا أخوةً للدّينِ قد حفظوا |
للهِ صاموا بِرغْمِ الموتِ في الخِيَمِ |
وماتداعوا إلى إغراءِ مُرْتَزِقٍ |
من مدَّ بالُّلؤمِ قبل الماءِ والُّلقَمِ |
بل ثبّتوا الدّينَ في الأحشاءِ واصطبروا |
وأنّهُمْ صوّنوا إيمانهُمْ بِدَمِ |
ربّاهُ فرّجْ عن الصُّومالِ كُرْبتَهُ |
عن كُلِّ طفلٍ بدا في العينِ كالهَرِمِ |
ربّاهُ أرسل سحابَ الغيثِ في عجَلٍ |
وارفع بها مادهى الصُّومال من نِقَم |
واجمع قلوباً لهم واربط شكيمتهُم |
في دولةٍ بالهُدى تزدانُ بالحِكَمِ |