|
لِكَيْ أَسْتَرِيحَ بُعَيْدَ الْعَنَاءِ |
ذَهَبْتُ إلى البَحْرِ عِنْدَ المَسَاءِ |
جَلَسْتُ أُرَاقِبُ مَوْجَ البِحَارِ |
وَأَنْظُرُ نَحْوَ أَعَالِي السَّمَاءِ |
وَقَدْ شَدَّنِي مَنْظَرُ الطَيْرِ يَدْنو |
إِلى صَفْحَةِ المَاءِ دُونَ عَنَاءِ |
يَطِيرُ كَنِسْرٍ يُسَابِقُ خَيْلاً |
وَقَدْ كَانَ يَعْلو بِكُلِّ إِبَاءِ |
فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَمَا حَانَ دَوْرِي |
وَقَدْ كُنْتُ فَوْقَ جُسُورِ الرَّجاءِ |
رَمَيْتُ بنَفْسِي وَنَفْسِي تَتُوقُ |
إِلى الطَيَرَانِ بِقَلْبٍ فِدَائِي |
أَخَذْتُ أَسَابِقُ كُلَّ الطيورِ |
وَأَلْمَحُ زُرْقَةَ بَحْرِ العَطَاءِ |
وَفِي نَشْوَةِ النَصْرِ هَذَا هَوَيْتُ |
سرِيعاً إِلَى البَحْرِ دُونَ حِذَائِي |
وَأَسْمَاكُ قِرْشٍ تَمَنّتْ وُصُولِي |
فَقَدْ حَانَ وَقْتُ طَعَامِ العَشَاءِ |
تَسَارَعَ نَبْضِي وَمَا عُدْتُ أَدْري |
سَبِيلَ النَجَاةِ بِغَيْرِ دِمَاءِ |
وَمِنْ حُسْنِ حَظِّي تَعَلَّقَ ثَوْبِي |
بِغُصْنِ شُجَيْرَةِ زَهْرِ النَقَاءِ |
وَلَكِنْ زِيَادَةَ وَزْنِي أَعَادَتْ |
هُبُوطِي وَأَدْرَكْتُ قُرْبَ اللِّقَاءِ |
دَنَا الحُوتُ مِنِّي يُرِيدُ هَلاكِي |
فَعُمْتُ إِلَى القَاعِ دُونَ هَوَاءِ |
هُنَاكَ وَجَدْتُ عِبَاداً تَفَانُوا |
بِذِكْر رَحِيمٍ عَظِيمِ السَّخَاءِ |
هُنَالِكَ أيْقَنْتُ أنَّ الغَرِيقَ |
غَرِيقُ الذنُوبِ بِدُنْيا الفَنَاءِ |
صَعَدْتُ إِلَى السَطْحِ ثَانيَةً كَيْ |
أُوَاجِهَ حُوتاً شَدِيدَ العَدَاءِ |
وَمَا أنْ وَصَلْتُ إِلَى السَطْحِ حَتّى |
تَفَتّحَ جفْنٌ قُبَيْلَ النِدَاءِ |
لأُدْرِكَ أنِّي أُشَاهِدُ حُلْماً |
وَأنّي أَعُومُ بِدُونِ عَنَاءِ |