|
رَنَوْتُ إِلَيْكِ بِعَيْنِ الحَبيبِ |
وَقَلْبي يَفِيضُ وَيَذْرِفُ دَمْعَا |
فَأَنْتِ السَّلامُ وَمَسْرَى الرَّسُولِ |
وَمَهْدُ الرِسَالاتِ حُبّاً وَشَرْعَا |
وَقَدْ كُنْتِ نُوراًً يُضِيءُ السَّمَاءَ |
وَهَا أَنْتِ أَضْحَيْتِ حُزْناً وَشَمْعَا |
فَكَيْفَ أََعِيشُ بِأَمْنٍ وَخَيْرٍ |
وَأَقْصَى المَسَاجدِ يَحْتَاجُ دَفْعَا |
وَيَا أَسَفِي مِنْ هَوَانٍ نَعِيشُ |
فَإنَّ البِنَاءَ تَصَدَّعَ صَدْعَا |
رَنَوْتُ إِلَيْكِ وَحُزْنِي يَسِيلُ |
كَشَلاَّلِ نَهْرٍ تَفَجَّرَ نَبْعَا |
فَإنّ المُصَابَ لعَمْرِي عَظِيمٌ |
وَقَدْ هَوَّدَوا القُدْسَ جُوراً وَقَمْعَا |
وَهَا هُمْ يُرِيدُونَ هَدْمَ البِِنَاءِ |
وَنَسْفََ القَوَاعِدِ حَفْراًً وَقَلْعَا |
فََكََمْ مِنْ بِِِنَاءٍٍ تَهَدَّمَ مَكْراً |
وَكَمْ مِنْ شَهِيدٍٍ وَقَدْ خَرَّ صَرْعَا |
يَكِيدُونَ بِالشَّعْبِ كََيْداً وَمَكْراً |
يُرِيدُونَ قََهْرَ الرجُولةِ صَفْعَا |
فَأَيُّ سَلامٍ نَسِيرُ إِلَيْهِ |
وَمَنْ يُفْسِدُ الأَرْضَ يَزْدَادُ ضَبْعَا |
وَمَنْ ذَا الَّذي يَأْمَنُ الغدْرَ يَوْماً |
إِذَا كَانَ غَدْرُ المُرَابِينَ طَبْعَا |
فَيَا أَيُّهَا العَرَبيُّ تَحَرَّكْ |
فَإِنَّ المَسَاجِدَ تَحْتَاجُ رَفْعَا |
فَهَذِي المَسَاجِدُ تَدْعُو جَلِيلاً |
وَتِلْكَ الكَنَائِسُ تَقْرَعُ قَرْعَا |
وَيَا أيَّهَا المُسْتَبِدُّ تَمَهَّلْ |
فَإِنَّ الشعُوبَ سَتَنْهَضُ جَمْعَا |
سَيَغْدُو الظَّلامُ مَنَابِعَ نُورٍ |
لِكُلِّ أَبِيٍّ تَسَلَّحَ رَدْعَا |
فَمَا كَانَ ِللظلْمِ أَنْ يَسْتَدِيمَ |
وأنْ نَتَوسَّمَ فِي الجَهْلِِ نَفْعَا |
َتَعلّمْ فَإنّ العلُومَ سِلاحٌ |
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو خَلاصاً وَسَمْعا |
وَيَا قُدْسُ إنَّي نَظَمْتُ بِحُبٍّ |
لَعَلَّ القَصَائِدَ أَكْثََرُ وَقْعَا |
وَإِنَّ القلُوبَ لتَهْفُو إِلَيْكِ |
تُصَلَّي لِرَبٍّ قِيَاماً وَشَفْعَا |
تُرابُكِ بُسْتَانُ عِطْرٍ يَفُوحُ |
وَزَهْرُكِ وَرْدٌ تَقَطَّرَ دَمْعَا |
وَسُبْحَانَ رَبِّ العُلى مَنْ رَعَاكِ |
فَأَعْطَاكِ خَيْراً وََزَادَكِِ سَطْعَا |
فَبَارَكَ أََقْصَى المَسَاجِدِ فََضْلاً |
فََمَسْرى الرَّسُولِ تَزَيَّنَ شَرْعَا |
وَإنْ كانَتِ الشَّامُ أَرْضِي فَإنِّي |
جَرَعْتُ مِنَ الشَّامِ حُبَّكِِ جَرْعَا |
تَغَلغَلَ حُبُّكِ فِي القَلْبِ عُمْراَ |
فَأَضْحَى الفُؤَادُ خَلِيلَكِ قَطْعَا |
وَلا فَرْقَ بَيْنَ دِمَشْقَ وَنَجْدٍ |
تَفَرَّعَ كُلٌّ مِنَ الضَّادِ فَرْعَا |
دَعَوْتُكَ رَبِّي وَأَنْتَ المُجِيبُ |
بِأَنْ تَنْزعَ المَكْرَ والشَّرَّ نَزْعَا |
فَأَنْتَ القَوِيُّ العَزِيزُ الحَكِيمُ |
دَعَوْتُكَ أَنْ تََرْدَعَ الظُلْمَ رَدْعَا |
فََهَذا اللَّئِيمُ تَمَادَى سِنِيناً |
فَأَمْسَى العَزِيزُ فَقِيراً وَجَوْعَا |
وَمَنْ يَزْرَعِ الشَّرَّ يَحْصُدْ وَبَالاً |
ليَزْدَادَ حَبْساً وَشَرّاً وَمَنْعَا |
وَمَنْ يَزْرَعِ الخَيْرَ يَحْصُدْ سَحَاباً |
ليَزْدَادَ سُقْياً وَخَيْراً وَرَجْعَا |
إِلَيْكَ تُشَدُّ الرِّحِالُ امْتِثَالاً |
لأمْرِ الرَسُولِ زَكَاةً وَسَمْعَا |
وَإِنَّ القلُوبَ لَتَرْنُو إِلَيْكَ |
بِشَوْقٍ وَحُبٍّ وَتَشْتَاقُ رُجْعَى |
تَمَايَلَ زَهْرُ الحَنِينِ اشْتِيَاقاً |
وَأَضْحَى نَدَى الفَجْرِ عِطْراً وَدَمْعَا |
صَلاتانِ فِيكَ بِأَلْفِ صَلاةٍ |
فَهَيَّا إِِلََى الفَوْزِ صَفّاً وَجَمْعَا |
إَذَا مَا أصَابَ المُصَلَّى دَمَارٌ |
فَحَقًّ الجِهَادُ اعْتِقَاداً وشَرْعَا |
إذا مَا سَمِعْتَ المُنَادِي يُنَادِي |
رَأَيْتَ الفُؤَادَ وَقَدْ هَبَّ طَوْعَا |
سَنَرْجعُ يَوْماً إِلَى القُدْسِ جَمْعاً |
وَنَسْجِدُ للهِ وَتْراً وَشَفْعَا |
وَنَزْرَعُ خَيْراً وَسِلْماً يَفُوحُ |
كَوَرْدٍ وَزَهْرٍ تَفَتَّحَ زَرْعَا |
إِلَى اللهِ تُرْجَعُ كُلُّ الأُمُورِ |
وَقَدْ أَحْسَنَ الرَّبُّ في الكَوْنِ صُنْعَا |