لمّا ...
تزورُ ...
ربوعَ وادينا
رياحُ البينِ ,
تعصفُ فجأةً
بمنيً توارت
في الظلامِ ,
برغم أضواءٍ ,
وأضواءِ ,
مزيفةٍ
رُسمت
علي كل الوجوه..
سطعت بداخل أعينٍ
في كل عينٍ
مرتين .....
في هامشِ الأضواءِ قلبٌ يحترقْ,
ظمأٌ بهذا القلبِ ...
عمرٌ فاترٌ,
ودويُ الآمٍ لحزنٍ يستبقْ.
ولهيبُ ما في القلبِ سرٌ يختنقْ...
قد حدّثتْ عنه السرائرُ خفيةً,
من بين طيّاتِ الورقْ.
والآن دمعٌ ينطلقْ...
* * *
ماعاد يجدي أيُ معنيً للتجلُّدِ
للتجمُّلِ
في عيون الآخرينْ..
قد أفصحتْ
تلك المدامعُ عن أمورٍ لا تبينْ
قد علّمَتهُ قصيدةُ البينِ الفريدةِ ذاتَ يومٍ
أن الفراقَ يدّك بالقلبِ العنيدِ
فيستكينْ ...
والآن,
يهذي بالقصائدِ كلِّها,
مابينَ بينٍ والوصالِ وحسرةٍ
كل القصائدِ أجمعين...
* * *
في هامش الأضواء قلبٌ
لا تراهُ كما تراهْ...
قد كان دومًا هامشًا,
فرأي القصيدَ ملاذهُ
في كلِّ خَطبٍ,
بثه همًا بهمٍ فاحتواهْ ...
والآن يرسمُ ألف آهْ ...
* * *
قد كان يبدو
في القديمِ كأنه
عودٌ خشبْ...
إن يُسقَ ماء الودِ يومًا,
قد يلينُ,
فيرسمُ الأشواقَ
أغنيةً,
برغمِ الكبرياءِ
علي الجبينِ...
وكلّما
ابتعد الودادُ وجفَّ نبعٌ قد سقاهُ
يصيُر قوسًا من حطب...ْ
والآن,
قلبٌ من ورقْ...
خطّ الرحيلُ حروفَه,
في كل سطرٍ
مرةً,
وأزال من بين السطورِ
قصيدةَ الوصلِ القديمةِ فجأةً,
ليجفّ نبعَ القربِ حينًا,
في فؤادٍ يحترقْ....