عَلَى أَطْلالِ ذِكْرَاهَا
شعر: أميرة عمارة
عَلَـى أَطْـلالِ ذِكْرَاهَـا وَقَفْتُ لأَرْسُمَ المَشْهَـدْ
فَحَـارَتْ كُـلُّ أَقْلامِـي وَلَمْ يَرْسُمْ سوى الأَسْوَدْ
رَسَمْتُ ضَفِيـرةً سَـودَاءَ رَغْمَ الشيْبِ إذْ يُعْهَدْ
وقِطَتُـهـا بجَانِبِـهَـا كَمثلِ الابـن, لا تَْبْعُـدْ
لَقَـدْ كَانـتْ مُسَالِمَـةً أَمَامَ النَاسِ بَـل أَجْـوَدْ
ولكني سَئمتُ الزيـفَ فالأضْغَاثُ قَـدْ تَشْتَـدْ
فَقدْ ظَنَّتْ, وكمْ ظَنَّـتْ, بـأنَّ خَيَالَهَـا مَعْـبَـدْ
وَأنَّ الكـلَّ مُشْـتَـاقٌ لرؤْيَاهَـا التـي تَخْلُـدْ
لقَدْ أَمَرَتْ شُعَاعَ الشَّـمْ سِ في كِبْرٍ بأنْ يَرْتَـدْ
وقَدْ مَنَعَتْ نَسِيمَ الصبـ حِ في حِقدٍ بأنْ يَصْعَـدْ
بِرغمِ لَهِيـبِ ذِكْرَاهَـا أَرى أَيَّامَـهَـا تَبْـعُـدْ
أَرى أَوهَـامَ مَاضِيهَـا سَرَابًا فِي المَدَى عَرْبَـدْ
فَليتَ القَلـبَ يَنْسَاهَـا وَليْتَ العَقْلَ يَسْتَرشِـدْ
وَليتَ سُكُـونَ قَافيتِـي يُحَركُـهُ صَـدىً أَعْنَـدْ
لَأكتـبَ قِصـةً أُخـرَى عَن الجَـلادِ والمَوْعِـدْ
بِـلا قَهـرٍٍ بِأسْطُرِهَـا وَلكـن عِـزة تُسْـعِـدْ
أُرَدِدُهَــا وَأُنْشِـدُهَـا ليُصْبِحَ لَحْنهـا أَخْلَـدْ
وَيَشْهَد كُـلُّ سَامِعُهَـا بِأنِّـي كُنْـتُ كَالفَرْقَـدْ
بِأنِّـي ذُقْـتُ غُصّّتَهَـا وَهَذا القَلبُ لمْ يَسْجُـدْ
عَلَـى أَطْـلالِ ذِكْرَاهَـا سَأمْحُو المَشْهَدَ الأسْوَدْ
أُمَــزِقُ كُــلَّ أَوْرَاق ٍلَهَا فيهَا صَدىً يَحْقِـدْ
سَيَمْلأُ أَضْلُعِـي دَوْمًـا رَحِيقُ الصُبـحِ لايَنْفَـدْ
ويَأويِني ضِيَاءُ الشَـمْسِ مُزْدَانًا كَمَا العَسْجَدْ
(11/2006 مع التعديل)