|
يا ليلـةً بِـتُّ فيهــا أصـحـبُ النجــــمَ |
وأعصرُ الليــلَ راحـا مازجـتْ همّــا |
هــمٌّ يـراودني عـن كــلِّ مـبـهـجـــةٍ |
يدُسُّ فيها – على علاتها – سُــمّا |
يستخلص الزّفرةَ الحرّى ويرســلُها |
خِـدْنـاً لآهٍ تَـراهــا طُبِّقَــتْ شَـــحْما |
خرجتُ من جسَدي والكـونُ يغمرُني |
في رحلةٍ صُرِمتْ أسـبابها صَـرْما |
أستمهلُ الفكرَ في التَّطوافِ أســـألُه |
ســؤالَ مســتغربٍ قـد همَّ و اهتـمَّ : |
هلْ ربةُ الحُــزْنِ حلّتْ في مــلامحِنـا |
وخـلّفَـتْ إثــرَهـا أفـواهَنــا هُتْــــما |
أم أنهــا التَقَمَــتْ أثــداءَ مُــرضعِنــا |
خَمسا فصارتْ لنا مِن بعدِها رِحْمـا |
ما أغفلَـتْ ســاعةً حـقَّ الطّوافِ بنـا |
و قـدْ أعـدّتْ لنا من حُبِّها سَــــهما |
و ازَّيَّلـتْ حـالُنــا بؤســــــا لِما أكَلَتْ |
على موائِـــدِها بَلْـهَ الأسـى لُــؤْمـا |
أطــالَ فكــري بــلا جــدوى تأمُّلَـــهُ |
في ما سـألتُ وحارتْ نفسُــهُ فهمـا |
وراحَ يشحذُ في الأســـــواق أجوبةً |
لكنْ جَنَى الصَّـدَّ في تجوالِهِ عُـدْمـا |
يا لهــفَ نفسي على حــالٍ تَمَـــلَّـكنا |
نَلقى الســـعادةَ في أســمالِـهِ وَهْما |
نجـري إلى جهـةِ الآمـالِ نُســـرجُها |
مُـيَـمِّمــينَ ســـرابـا هــاربـا دَوْمـا |
أصبغــةٌ أم تُــراهــا كبـــوةٌ عثــرتْ |
فيهــا ركـائبُنــا والسَّــــعـدُ مِـن ثَـمَّ |
سُـــقيــا لعهــدٍ تغشـّــاهُ الهنـا أمَــدا |
حيــثُ البــراءةُ لا هــمّا و لا غــمّا |
بادرتُــهُ ولـداً عـافَسْـــــتُـهُ جَــذَعــا |
أُرخي العنـانَ لنفـسٍ لم تـذُقْ لجْمـا |
نفسٍ تعــاقـرُ صهبـاءَ الـرُّؤى زمَنـا |
ولم تجِـدْ في تعاطِيهـا الـرُّؤى إثْمـا |
لكنّـــها فُطِمـــــتْ قَسْـــــــرا فآلمَهـا |
طعـمُ الفِطـامِ وكانتْ تجهــلُ الفطْـمَ |
هي الحــــياةُ إذا مـا أقبلَـتْ مُدِحـتْ |
وإن هي اْسْـــتدبرَتْنـا أُشــبِعتْ ذمّـا |
يـا أيّهــا الفـــكرُ وكِّـلْني على أمـلي |
كيمــا أفَـتِّتُ منـه العظــمَ و اللّحْمــا |
مـا همَّـني بعـدَها لـو قِيـلَ مُضْطرِبٌ |
جَـــهْـمٌ أكــبَّ على أظفــارِهِ قضْمـا |