|
للماء بالنيل فاض القلب تحنانا |
لمصر .. للنيل .. للتحرير لهفانا |
وغرد الشعر بالأشواق متخذا |
بحر البسيط مع الأنغام ميزانا |
وأطلق الشدو أرغولا ببهجته |
يشنف السمع بالألحان جذلانا |
يبلل النفس بالروضات يحضنها |
يؤم في النيل والتحرير شطآنا |
فمصر بالحب والتقدير نقصدها |
بوافر البسط عمَّ الودُّ وجدانا |
مصر الجمال تعالى الله أكرمها |
بالنيل يجري يهدى الروض تيجانا |
بها انحنى الغرس للرحمن يشكره |
فخالق الكون كلَّ الخير أهدانا |
وهيأ البرَّ جلَّ الله أوجده |
بتلكمُ الأرض أعطى القلب إيمانا |
تبارك الله بالآلاء زيَّنها |
ورسَّخ الحقُّ بالقسطاس أركانا |
وأسبغ الله ذو الإجلال نعمته |
وأسبل الستر ذو الألطاف يرعانا |
بمصرنا الأمن جل الفرد هيئه |
به عرى الصدق ربُّ العرش أسدانا |
مصر البهاء شعوب الأرض تعشقها |
وتقطع الدرب نحو النيل إتيانا |
وينثر الصبُّ عند النيل لهفته |
ليجعل القلب في لقياه ملآنا |
ويشرب الماءَ بالينبوع منبعثا |
بطاهر الفيض يسقي النيلُ عطشانا |
قلبي تمنى فيها الشمس مشرقة |
والبدر يسطع طول الليل يقظانا |
والناس تحيا بالإسعاد في سبغ |
ليغمر الرغد بالإنعام سكانا |
هيا إليها إن الروح في وله |
والقلب ينبض بالأشواق مذ كانا |
والنفس تطرب ما ذكرت بحضرتها |
تهتز تسمو في العليا سجايانا |
مصري تعيش بأعطافي بأجنحتي |
أطير فيها في الأرجاء نشوانا |
أشدو نديا كل الشعر في بلدي |
مصر الحضارة بث الروض ألحانا |
غنَّت لمصر بديع الحب منسجما |
بصفحة النيل ضم الموج مزدانا |
بنايه العشق فاحت منه أغنية |
تدغدغ الشط بالطنبور ريانا |
وصوت مشتاق شف الوجد مهجته |
فصاحب الصب للأحباب ركبانا |
ونال في النيل بعد البعد منيته |
وحاز في القرب بين الأهل بستانا |
يا مصر إنك كنت الأمس في كمد |
فيك العذاب مع الإفساد يغشانا |
فيك الأنام وقد كانت بعزتها |
أضحت بذل سام القهر إنسانا |
أمست بخفض للإبداع ينهشها |
غول التصحر .. بات النيل ظمآنا |
وأجدبت مصر ذات الحسن نضرتها |
ظلت تقاوم للإفساد طغيانا |
حتى تجلت بالتحرير نهضتها |
فصاحب الظلم في الأصفاد خسرانا |
وهبت الناس بالإعزاز ثورتها |
بحكمة العدل تعلي الآن إحسانا |
ترتِّب البيت ترتيبا به ألق |
وتزرع القمح في الأنحاء إتقانا |
وترجع القطن للتيجان يلبسها |
بتبره الأرض ترجو اليوم أقطانا |
نخطط القفر للأجيال تسكنها |
لنمنح الحقل للفلاح فدانا |
ويزهر النبت بالآمال نحصده |
ونجمع الخير في الآفاق وافانا |
ونشكر الله رب العرش نحمده |
بمصرنا الله بالأمجادِ أعلانا |
ألا له الحمد كل الحمد خالقنا |
بفضله الجود بالإجزال صافانا |
فربنا الله ذو الإجلال يحفظنا |
بحفظه الأمن بالألطاف يرعانا |
يا مصر أنت عروس الأرض باسطة |
بروضك الحسن بث الطيب ريحانا |
وحبك الحب في الأحشاء يسكنها |
وشوقك الشوق للأحباب لاقانا |
سطرت بالشعر آهاتي لها سكبت |
جوانح الصب للمشتاق تحنانا |
وزين البوحُ موج النيل يرقبه |
وأصدر الشدو بالإحساس ديوانا |
وأخبر القوم بالآمال تقصدنا |
بموكب السعد يسري في مزايانا |
فإن بالنيل خير الجند قاطبة |
بجيشنا الحر ضم العزمُ شجعانا |
فمصر بالقلب نبض القلب مهجته |
ومصر بالروح روح الروح نادانا |
ألا لها العز مصر البر ما هطلت |
سحائب القطر في الوديان طوفانا |
وأثمر الحقل والبستان فاكهة |
وأخرج الغرس حَبَّ الأرض كيزانا |
وأزهر الزهر بالساحات بهجته |
وفتَّح الورد بالروضات رمانا |
وحط بالغرس نحل الشهد ينهله |
بنضرة اللون بالتيجان فرحانا |
ثم الصلاة على الهادي وعترته |
ما لاح بالجو طير الشدو طنانا |
وحط بالغصن بالتغريد في طرب |
وأمَّ في مصر بالدوحات أفنانا |