أستاذي الكريم المكرم د. سمير العمري
حياك الله وبارك بك
لم يترك لي إخواني وأخواتي ما أقوله في النص من حيث المبنى والمعنى
فالقصيدة متينة متانة يصعب على ذي رأي وعلم أن يجد ما يقوله فيها
إلا الإشادة فمن مثل هذا النبع نسقى
ويسقى كل صاحب إربة
لكن اسمح لي بأن أخالفك الرأي من حيث المضمون
وأتمنى أن تقبله ويقبله إخواني برحابة صدر
فالجو العربي العام مشحون إلى أقصى الحدود
وأصبح العربي يسير على مذهب بوش الصغير "معي أو ضدي"
أول نقطة لفتت انتباهي قول أستاذي:
تَخَيَّلْتَ حِزْبَ البَعْثِ يُفْضِي إِلَى الهُدَى سَتَعْلَمُ مَعْنَى البَّعْثِ يَومَ التَّغَابُنِ
حزب البعث الذي يهدي إلى الضلال يا أستاذي قاوم الصهيونية والأمريكان في عراق سعد والمثنى قرابة الأربع عقود ولا يزال يقاوم, بينما اعتلى دعاة "الهدى" دبابات الصليبيين والصهاينة, وأصبحوا بفضل سيدهم بوش, سادة العراق الجديد فلو خيروني بين بعث عفلق, وأحزاب: الإسلامي, والدعوة, والمجلس الأعلى, وكل المسميات التي تدعو إلى الهدى فسأختار البعث لأن الحياة وقفة عز, ولا عزة لمن ينام في حضن أعداء الدين والوطن.
أما النقطة الثانية فقول أستاذي:
وَإِلا نُصَيْرِيٌّ خَبِيثٌ وَإِنْ بَدَا بِثَوبِ نَصِيرٍ لِلهُدَى غَيْرِ دَاخِنِ
هل يعلم أستاذي بان النصريون يشكلون قرابة ثمانية بالمائة من الشعب السوري وهم أكبر أقلية مذهبية في سورية؟
وهل يعلم أستاذي بأن هذه الأقلية تعيش في منطقة واحدة هي منطقة الساحل السوري مما يجعلهم ثاني أكبر كتلة بشرية في الساحل؟
وهل يتصور أستاذي إن واصلنا حملات الشحن الطائفي ضد الطائفة العلوية ما مصير إخوانه السنة في الساحل؟
ومن سينصر السني اللاذقاني الذي تغنى أستاذي بلاذقيته إن تكرر مسسل العراق البغيض؟
أنا مسلم سني وأعتز بانتمائي الديني والطائفي, ومن أجله ترخص الروح, لكنني أرفض رفضا قاطعا تقسيم المقسم وتفتيته وتحليله إلى مكوناته الأولية, وأعلم جيدا بأن الموالين للنظام في سوريا من كل الأديان والطوائف, والمعارضين له كذلك وفي جعبتي قائمة طويلة بأسماء من قارعوا النظام من أبناء الطائفة العلوية, ويكفي أن أذكر لك قرية واحدة اسمها "بسنادا" وما على أستاذي إلا ان يبحث عنها في النت ليقرأ عن أبنائها العجب العجاب.
أما النقطة الثالثة فحين قال أستاذي:
قَلِيلا وَتُتْلَى سُوْرَةُ الفَتْحِ فِي الرُّبَى وَتُبْنَى صُرُوحُ المَجْدِ شَأْوًا بِصَائِنِ
منذ نعومة إظفري وأنا أسمع بأن الفتح سيكون في القدس, وحين أسرت كابول وبغداد ومقديشو واليوم طرابلس
ولا أستطيع أن أحلم بفتح غير هذا الفتح الذي لأجله ضحى جدي ووالدي رحمهما الله
ولأجله سأبذل الغالي والنفيس
ولن أعلم أحدث أولادي عن فتح غيره
أستاذي الفاضل:
أعرف بأنني قد تجاوزت الحدود, على الأقل في هذا الزمن
وأعرف بأن كلامي لن يكون مرحب به من الأغلبية
لكنها كلمة رأيت فيها الحق
فأردت أن أقولها وأسجلها في متصفحك الكريم
وسأنتظر طائرات الأباتشي
أو خناجر ثوار الناتو
وعلى لساني دعاء واحد:
اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وحببني فيه, وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه وكرهني فيه
معذرة أستاذي على تطاولي
رمضانك كريم مبارك
وتقبل الله الصيام والقيام
وجعلك وإياي وكل إخواني
من عتقاء شهر الخير
محبتي وتقديري