اسمح لي أن أدلي بدلوي هنا سيدي الفاضل د. عثمان
قصة غريبة , حزينة ومضحكة , ستشعر معها بالأسى وستشعر مع ذلك أنك تريد أن تنفجر ضحكاً ..
في عام 1985 , تعرضت أختي البالغة من العمر 17 عاماً , لأزمة ربوٍ حادة , فنقلناها من فورنا إلى مستشفى جبلة ..
وبعد يومين من المعاناة والعلاج غيرالناجع على أيدي أطباء تنقصهم الخبرة والأمانة , طلب المشرفون على علاجها من أبي أن يقنع طبيبة مختصة في اللاذقية أن تأتي وتشرف بنفسها عليها .
قام أبي من فوره في الساعة الثالثة صباحاً بمكالمة الطبيبة هاتفياً , فقبلت وطلبت إليه أن يأتي إلى اللاذقية ليقلّها بنفسه إلى مستشفى جبلة .
توجه أبي رحمه الله حالاً إلى اللاذقية بصحبة أحد أقربائي .
وكان بين جبلة واللاذقية ثلاثة حواجز أمن ذهاباً , وثلاثة إياباً ..
استوقفه حاجزان في رحلة الذهاب
وقد تم تفتيش السيارة والاطلاع على الهوية الشخصية ..
وفي رحلة العودة من اللاذقية استوقفه حاجزان أيضاً للتفتيش والاطلاع على الهويات الشخصية .
عند وصول أبي مع الطبيبة إلى المستشفى , قامت الطبيبة حالاً بالكشف , ولكن حالة أختي الصحية كانت قد تدهورت , فطلبت الطبيبة نقلها إلى دمشق في ساعتها .
بدأنا بتحضير الأوراق لنقلها إلى دمشق
ولكن أبي لم يعثر على هويته الشخصية في جيبه , مع أن تذكر أنه منذ ساعتين فقط أبرزها لأربعة حواجز أمن ذهاباً وإياباً
وهنا كانت المفاجأة المضحكة المبكية...
كان قد حمل بطريق الخطأ هوية أختي الشخصية وأبرزها لحواجز الأمن الأربعة التي استوقفته ولم يتبين أي منها أنها ليست هويته بل هوية ابنته !!!
والسؤال : إذا كان هؤلاء العسكر الجهلة لا يعرفون القراءة , ألم يخطر ببال أحدهم على الأقل أن ينظر إلى الصورة الموجودة في الهوية ؟!!!
هذا هو الأمن السوري الذي يبطش بالناس اليوم ..
قوم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ولا يعرفون تمييز صورة الأب من الإبنة .
لا يفرقون بين رجل وامرأة, بين شيخ وصبي , بين مثقف وجاهل , بين شريف ومجرم .
هم يقتلون أي شيء من غير جنسهم , لأنهم مردوا على الكفر والنفاق والقتل والسرقة والتدمير والسلب والنهب .
هؤلاء هم : شبيحة الضبع المستأسد , قرامطة القرن الواحد والعشرين .
أرجو ألا أكون قد أثقلتُ عليكم .
مودتي ومحبتي