|
دَعِي يَا لآلِي الحَرْفِ مَا شِئْتِ أَوْ خُذِي |
فَلَنْ تَبْلُغِي مَا كَانَ مِنْ شِعْرِ جَهْبَذِ |
تَغَنَّى فَكَانَ الحُبُّ تِرْيَاقَ عِلَّةٍ |
وَأَثْنَى فَلانَ القَلْبُ بِالعَبَقِ الشَّذِي |
وَأَلْقَى عِصِيَّ الشِّعْرِ حَتَّى كَأَنَّنِي |
أُخِذْتُ بِهَذَا السَّحْرِ مِنْ كُلِّ مَأْخَذِ |
جَوَاهِرُ مِنْ يَاقُوتِ حِسٍّ مُمَرَّدٍ |
وَزَهْرٌ يُوَشِّيهِ الشَّذَا بِالتَّلَذُّذِ |
فَيَا شَاعِرًا أَعْجَزْتَ حَرْفًا وَحِرْفَةً |
وَيَا سَاحِرًا قَدْ فُقْتَ فَنَّ المُشَعْوِذِ |
أَرَاكَ كَأَنَّ البَحْرَ أَوْلاكَ سِرَّهُ |
وَأَهْدَاكَ مَحْضًا عِقْدَ دُرٍّ مُقَذَّذِ |
وَأَنَّ بِسَاطَ الرِّيحِ قَدْ مَدَّ طَرْفَهُ |
لِتَنْفُذَ لِلإِبْدَاعِ مِنْ أَيِّ مَنْفَذِ |
"لأنَّ مُغَنِّيْ الحَيِّ يُنْشَزُ صَوْتُهُ |
أخَذْنا صِحاحًا مِنْ بُخَارى وَتِرْمِذِ" |
وَهَذَا لَعَمْرِي بَيْتُ شِعْرٍ رَأَيْتُهُ |
بِدِيوَانِ عِطْرٍ مِنْ قَرِيضٍ مُحَبَّذِ |
سَلامًا لِتِلكَ الدَّارِ فِي نِينَوَى التِي |
تَضُمُّ أَثِيرًا لِلفُؤَادِ المُنَجَّذِ |
وَشُكْرًا بِنَفْحِ الرُّوحِ يَا مُصْطَفَى سَنَا |
بِمِرْآةِ وُدٍّ بِالنَّوَى لَمْ تُجَذَّذِ |
لَقَمْتَ فَمَ البُهْتَانِ صَخْرَةَ حِكْمَةٍ |
وَفَنَّدْتَ سُوءَ القَصْدِ فِي قَوْلِهِ البَذِي |
أَمَا أَدْرَكَ المَحْمُومُ بِالحِقْدِ أَنَّنِي |
أَسِيرُ وَخَلْفِي طَائِرُ الشِّعْرِ يَجْتَذِي |
وَأَنَّ الذِي بَيْنِي وَبَينَ الذِي يَرَى |
كَمَا بَينَ نُورِ الشَّمْسِ وَالحَدَقِ القَذِي |
وَمَنْ يَجْحَدِ الإِحْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَحْضِهِ |
وَيَنْبُذْ مَعَانِي الفَضْلِ يُجْحَدْ وَيُنْبَذِ |
أُوَلئِكَ قَوْمٌ سَعَّرَ الحِقْدُ نَابَهُمْ |
فَعَضُّوا يَدَ الأُسْتَاذِ بَعْدَ التَّتَلْمُذِ |
فَلَوْلا أَتَوْا مِنْ مِثْلِهِ بِقَصِيدَةٍ |
وَأَنَّى لَهُمْ صَوغُ الجُمَانِ الزُّمُرُّذِ |
أَلَيسَ عَجِيبًا أَنْ يُذَمَّ أُولُو النُّهَى |
وَيُحْمَدُ غِرٌّ بَينَ ذَا قَدْ وَشَى وَذِي |
وَكَيفَ يُصِيخُ القَومُ سَمْعًا لِمُدَّعٍ |
عَلَى طَعْنِ أَرْبَابِ المَكَارِمِ يَغْتَذِي |
لَعَمْرُكَ هَلْ يَهْتَزُّ جَفْنُ غَضَنْفَرٍ |
إِذَا جُرَذٌ أَصْغَى إِلَى رَأْيِ قُنْفُذِ |
أَلا إِنَّ شَرَّ الخَلْقِ مَرْذُولُ خِصْلَةٍ |
يَعِيبُ البَرَايَا وَهْوَ مُتَّهَمٌ بِذِي |
وَشَرٌّ مِنَ المَأْفُونِ مَفْتُونُ رَأْيِهِ |
غُرُورًا يَرَى نَيلَ العُلا بِالتَّأَسْتُذِ |
فَهَلْ تَصْدِفُ الأَلْبَابُ عَنْ شَوكِ جَاهِلٍ |
وَتَقْطِفُ مِنْ تَمْرِ الحَصِيفِ المُجَرَّذِ |
إِذَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ فِي دَرْبِ ذِي هَوَى |
فَفِي الغَايَةِ القُصْوَى بَصَائِرُ لِلذِي |
وَإِنْ عَمَّتِ البَلْوَى بِقَوْمٍ تَأَوُّلا |
فَعُذْ بِالذِي يَدْرِي السَّرَائِرَ أَوْ لُذِ |