{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضالين }
لا
على ثلاثة أوجه:
أولاً : أن تكون نافية
ثانياً : أن تكون ناهية
ثالثاً : أن تكون زائدة
============
تابع لا النافية
أولاً - لا النافية
وهذه على خمسة أوجه :
الثاني من أوجه لا النافية:
أن تكون عاملة عمل ليس.
ومنه :
مَنْ صَدَّ عن نيرانها فأنا ابنُ قيسٍ لا براحُ
و (لا) هذه تخالف ( ليس ) من ثلاث جهات:
إحداها:
أن عملها قليل،
حتى ادعى أنه ليس بموجود.
الثانية:
أن ذكر خبرها قليل
حتى إن الزجّاج لم يظفر به فادعى أنها تعمل في الاسم خاصة، وأن خبرها مرفوع، ويرده قوله:
تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرضِ بَاقِيًا ولا وَزَرٌ مِــمَّــا قَــضَــى اللهُ وَافِــيًـــا
فرَفَعَ (شيءٌ) وهو نَكِرَةٌ على أنه اسمٌ لها ونَصَبَ (باقيًا) وهو نَكِرَةٌ كذلك على أنه خبَرٌ لها.
الثالثة :
أنها لا تعمل إلا في النكرات
خلافاً لابن جني وابن الشجري ، وعلى ظاهر قولهما جاء قول النابغة:
وَحَلَّت سَوادَ القَلبِ لا أَنا باغِياً سِواها وَلا عَن حُبِّها مُتَراخِيا
وعليه بنى المتنبي قوله:
إذا الجودُ لم يُرزقْ خلاصاً من الأذى فلا الحمدُ مكسوباً ولا المالُ باقياً
تنبيه
إذا قيل (لا رجل في الدار)
- بالفتح تعيّن كونُها نافية للجنس ويقال في توكيده ( بل امرأة )
- وإن قيل بالرفع تعين كونها عاملة عمل ليس، ويقال في توكيده (بل رجلان، أو رجال).
وعلى هذا فهي إما أن تكون لنفى الجنس على الأول ( لا رجلَ في الدار) حيث انتفى جنس الرجل هنا
أو أن تكون لنفى الوحدة، على الثاني ( لا رجلٌ في الدار ) ومنها أن لا يكون هناك رجل واحد بل أكثر , وهذا ما يعنيه نفي الوحدة .
وغلط كثير من الناس، فزعموا أن العاملة عمل ليس لا تكون إلا نافية للوحدة لا غير، ويرد عليهم نحو قوله :
تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقياً ولا وَزَرٌ بما قضى اللهُ واقيا
عن مغني اللبيب - بتصرف
يتبع ..