الحب والموتسيصادق هذا الزمن كوكبة من الأحداث التي تمتزج فيه المتناقضات ...
متناقضات من المفترض أن نسير معها ...
اعترفنا بها ...أحببناها ... كرهناها ... ألفناها ... تمنينا أن تكون ... فضلنا غيرها ... كل ذلك سيكون ....
سواء حفتنا رغبة منا إليها ،أو رغبة بالابتعاد عنها...
ربما امتلكنا أسباب إستوداعها أو استطوالها ... أو تقصيرها ... الغرض آتي آتي آتي
كل المتناقضات يكمن لها لون ذهبي في سوداها القاتم البهيم ...
إلا متناقضات الحب والموت فهي سواء...
ندرك أنهما من أصعب المتناقضات وربما لا يفترقا بالقدر الذي فيه يجتمعا .
الحب بكل ألوانه، وبشتى أصنافه له وجوه قبيح يداخل ملامحه العذبة الجميلة تظهر عياناَ لمن ضد _ فارق _.
الحب شيء أريد له أن يكون صعب ...صعب بصعوبة من نختار، وبصعوبة من اُختير لهم... المهم أن ندرك أن ثمة صعوبة تكتنف هذا الغرض تتكون حيانا؟بالقبح ،وتارة بالجمال .. سيان عندي هذين الغرضين رغم شتاتهما فهما يمثلا لديً مقدمة، ومؤخرة
الموت ... الفقدان ... الترك ...لربما لا تموت الأجساد ولكن معنى الموت قائم.
تموت الأجساد حقيقة .
حقيقة أريد منها الانقطاع، وعدم مغالبة الضن هو ذاته المعنى الذي يستشري في أجسادنا حينما يخفت لهيب حبٍ من قلب من أحببت تختار ،وتفضل، وتحبذ، ونتمنى، وترجوا ،وتأمل، وتسعى أن يموت وتنطفئ روحة إزاء اختيار قضى لجذوة حبٍ كانت تسعفها رياح القدر ميمنة ،وميسرة راجية المسايرة ،خائفة من المواجهة ،والانطفاء.
متى كان الموت هنا لتجد أن الحب والموت بينهما علاقة، ووجهة متقاربة حكم من حبيب تمنى الموت فداءاَ لمن أحب، وخوف ممن أحب ليكون سواء سعى في سببه، أو اسكن في دفعه .
سيضل هذين الغرضين يجسدا طرفي أمل يقرب مسافة كل طرف من الآخر تحت مشيئة كونية تطوي لوعة البعد ،وتميت سهاد طريق ،وأمل أخر يقضي بأن لا يرى أحدهم الأخر ببعدهما فيرخي كل عن الأخر عتابه.
يجمع الحب حزمة من اللوائم مستوحياَ أحداَ يوصلها لقطبه الأخر – الموت- ليخلوا الطريق ،وتبعد المسافة ،وينتهي الواصلون دون الوصل.
عجباَ لهذين القطبين عليهما ترتكز محاور الذكريات، وتفاصل الأمل،و ما من قصة إلا وكليهما أو أحدهما خيارهما الأكبر وإن خلاتا فلا تخلوا من موت المعنى، وباهتة اللون.
سر أيها السارد في ضبابية الحبر الأسود فلن يكون رديفك إلا أحدهما إلم يكن كليهما.
اليوم يمازحك الحب ،وغداَ سيقلقك الموت وفي كل يوم سيكون هناك حدث لا تخلوا بعض خيوطه من إيصالك إلى أحدهما .
سر أيها القارئ فلن ستعذب تكرار أحلى من هذين المحورين الذَين ملأى جل كتب الدهر بتفاصيلهما.
تختلف الصور، وتعدد الإشكال، وتتمايز الجزئيات ؛لكن هناك مضمون يقودك إليه كل كاتب ... إن الحب والموت ... محورا هذه الحياة ...
كتبة رعد حيدر الريمي
29-9-2011م