|
لَوَاعِجُ نَارٍ فِي الْجَوَانِحِ تُضْرَمُ |
أَحَسَّ بِهَا قَلبِي فَبَاحَ بِها الْفَمُ |
وَنَاحَ لَهَا حَرْفي فَأَبْكَى قَصَائِدِي |
وَسَالَ بِهَا طَرْفِي فَدَمْعِي مُعَلْقَمُ |
أَيَا لَائِمِي فِي الْعِشقِ لَو خَافَ خَافِقِي |
بَوَارِقَ حُبٍّ فَالتَّصَخُرُ أَسْلَمُ |
إِذَا الْمَرءُ لَمْ يَسْتَوطِن الحُبُّ رُوحَهُ |
فَكُلُّ ضُحًى فِي أفْقِ عَيْنَيهِ مُظْلِمُ |
سَيَحْيَا بِلَا قَلْبٍ وَيَرجِعُ خَائِبًا |
وَيَقْتَلُهُ مِنْ بَعْدِ عُمرٍ تَنَدُّمُ |
أَنَا الْعَاشِقُ الْمَأْسُورُ أَهْوَى أَمِيرَةً |
يهيم بها قَلْبِي وَلَا يَتَكَتَّمُ |
رَمَى هَجْرُهَا قَلْبِي فَأَصْمَى حشَاشَتِي |
فَرُحتُ بِما أَمْلَى الْهَوَى أَتَكَلَّم |
شَكَوتُ لَهَا مِن طُولِ وَجْدِي فَأَعْرَضَتْ |
وَلَمْ يُجْدِنِي عِنْدَ الفُرَاقِ التَّظَلُّمَ |
فَقُلتُ لِأَصْحَابِي هُوَ الْحُبُّ غَالِبٌ |
أَلَا فَاسْمَعُوا مَا قَالَ يَوْمًا مُحرَّمُ |
إِذَا الْمَرءُ لَمْ يَنْهَل مِنَ الْحُبِّ قَلْبُهُ |
وَلَمْ يُطْلِق الْآَهَاتِ وَالنَّاسُ نُوَّمُ |
فَذَاكَ عَن الدُّنْيَا غَرِيبٌ وَتَائِهٌ |
جَمَادٌ فَلَا يهنا وَلَا يَتَأَلَّمُ |
بُلِيتُ بِحُبٍّ لَمْ أَفُزْ فِيهِ بِالِّلقَا |
كَأَنِّي بِحَبْلِ الشَّوقِ لِلْوَصْلِ أُعْدَمُ |
نَهَارِي حَنِينٌ لِلِّقَاءِ وَلَوْعَةٌ |
وَإِنْ جَنَّ لَيلٌ بِتُّ بِالْقُربِ أَحْلُمُ |
أُلَمْلِمُ أَشْوَاقِي بِسُهدٍ يَعِيشُنِي |
تُشَارِكُنِي حُزنِي عَلَى الْبَدرِ أَنْجُمُ |
فَإِن لَم أَجِدْ فِي دَرْبِ حُبِّي سَفِينَةً |
أَخُوضُ بِحَارَ الْهَجرِ أَو أَتَقَدَّمُ |
قَضَيتُ بِضَعْفِي وَاحْتَرَقتُ بِلَهْفَتِي |
كَأَنَّ حَدِيثِي عَن هَوَايَ تَوَهُّمُ |
فّمّا قِيْمًةُ الْأَحلَامِ لَو لَمْ نَعِشْ بِهَا؟ |
وَأَيُّ غَرَامٍ لَيسَ حِنَّاءَه دَمُ؟!! |
وَلَا ثَأْرَ لِي إِن مِتُّ لِلْحُبِّ ظَامِئًا |
لِأنِّي قَتِيلُ الْعِشقِ يَا قَومُ فَاعْلَمُوا |
إِذَا لَمْ أَصِل بِالْقُربِ غَايَةَ مَطْلَبِي |
فَخَيرٌ لِحُلمِي لو يَمُوتُ وَأَهْرَمُ |
وَخَيرٌ لِمَنْ يَحْيَونَ بِالْهَجرِ وَالأَسَى |
إِذَا لَاحَ طَيفُ المَوتِ أَنْ يَتَقَدَّمُوا |
أُرِيدُ حَيَاةً بينَ أَضلَاعِ ظَبْيَةٍ |
بِهَا الْقَلبُ مِن طُولِ الصَّبَابَةِ مُغْرَمُ |
وَأَشْتَاقُهَا حضْنًا أَلُوذُ بِدِفْئِهِ |
مِنَ الْبَردِ .. لَو فَارَقْتُ نُعمَاهُ أَندَمُ |
وَإِنِّي وَإِيَّاهَا يَبَابٌ وَغَيْمَةٌ |
تَجُودُ بِغَيثٍ سَاعَةً وَتُدَمْدِمُ |
أَحِنُّ إِلَيْهَا كُلَّ لَيلٍ وبُكرَةٍ |
وَلَكِنَّهَا دَوْمًا عَنِ الْوَصْلِ تُحْجِمُ |
وَحينًا أَرَاهَا تُمْسِكُ الْوَصلَ عُنْوَةً |
فَأُرْسِلُ مِنْ طَيْفِي رسولًا يُسَلِّمُ |
وَأَشْتَاقُهَا حِينًا فَتَحْنُو بِوَصلِهَا |
وَحِينًا أُنَاجِيهَا فَلَا تَتَكَلَّمُ |
إِذَا زَادَ شَوقُ القَلْبِ زَادَ مِطَالُهَا |
أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي فِي هَوَاهَا مُتَيَّمُ |
أَرَى الْهَجْرَ مَوتًا وَالْمِطَالَ مُصِيْبَة |
فَأَيُّهُمَا يَا قَومُ بِالقَلْبِ أَرْحَمُ؟ |