أكنت تبحث عن امرأة أحرقت جناحها الأيسر حينما دخلت محراب البخور بحثا عن رائحة شبيهة لرائحتها حين يتوضأ الصبح بأنفاسها ؟
أم كنت تبحث في مآقيها عن لؤلؤة حفرت ذاكرة الحزن دون يقهرها ذوبان الكحل.؟
أم كنت تبحث في سجلات الزمن عن مطويات خبأت في ثناياها ذكريات إبحارها في محيطات الحروف معانٍ حملت نزق الهروب وشهيق الغروب في دفاتر اللقاء؟
أجهل ما تبحث عنه في محياي....!
ربما هي رغبة الفروسية التي تجبرك على الانسكاب شوقا للبحث عن ظلال الانكسار بين أوراق سيدة كلما انكسر الزمان استقامت كالنخلة واعتلت صهوة العلو
وكلما فاض منسوب بحر زمن القهر أسرجت أعلى الأمواج ليحفظ لها المدى ذكرى ..مجرد ذكرى ..
لا أنكر أنني توقفت ذات هجر خاصر وحدتي والكف عن البحث في دفاتر السندباد وأني تحاملت على ذاتي المخدوعة في مفاتن اللغة الآتية من سواحلك اللازوردية والتي يشهد لها الفجر بالأقدمية ويشهد لها الفنار ببصيرة ذات الأسبقية ..وكل شيء في عالمك الكبير يغريني لاحتراف الغرق على أن امتهن الغوص أو السباحة ..وتأكد لي بأنه في الغرق نجاة يجهله الكثير من البحارة , والى أن تلتقي أحداقي بنتوء مركبك القادم من جفن الأفق سأكون حاضرة الشاطئ في امتداد المد والجزر , وإليك من امرأة لا تحترق إلا في عبير الجذل سلاما يبقيك على قارعة الأمل