من اللا مكان
أكتب ،
أتساءل ،
اُعصر،
اُقتل ،
اُدفن وحدى..!؟
من اللا مكان ..
حيث لا حياةَ ، ولا أملَ ،
ولا نجاةَ ،
ولا أمان !
.
.
.
وأنا تائهٌ فى اللا مكان ..!
خارج حدود هذا الزمان ..!
حيث القلب لا يَخفِق ،
وحِرابُ الألم لا تُخفِق ،
و الشمس بنورها لا تُشرق ،
و البرق بسناه لا يبرُق ،
و الورد بعيبره لا يعبق ،
و الأرض بخصبها لا تُشفق ،
والنفس أنينها يُقلق ،
والروح من كبتها تُزهق !
.
.
.
من اللا مكان ..
فى ظلمة الليل الكئيب ،
وقسوة الشك المريبِ ،
وغموض الحلم الغريب ،
وغيوم تناقضات حالىّ العجيب ـ!
أتساءل ؟؟
أين هُمُ.؟
أين ذهبوا..؟
ولو أنهم ذهبوا.. فمن أين خرجوا..؟
لست أدرى أهُمُ إقتربوا أم إبتعدوا .؟
عرفوا بشأنى ..؟ أم بعد ما عرفوا .؟
أهُمُ رحلوا.؟
أم سئموا المكان وإرتحلوا؟
أهُمُ ماتوا.؟
أم أنهم أبداً لم يكونوا هنا..؟
أجننت أنا ..؟
مالى شَقىٌ فى ضلالات المُنى..؟
مالى أرى ولا أرى.!؟
تجرى بوجهى أبحراً من الكرى
ربّاهُ يارب الورى
مالى أحس بُكاءهم
مالى أرى أشياءهم
أسمع صدى أصواتهم
تتراقص حولى ضحكاتهم ..!!
" إنهم هؤلاء الذين لم يعودوا هنا "
وحين يسترقنى الأمان بهم
وتهدأ فى نفسى براكين فُقدانهم
يطرق أبوابَ ذاكرتى شبحٌ سوادُه يغمره
يغطيه غبار الأسى ولا ينفُضُه !
يروى لى أشياءَ تُعذبنى
يصور لى أحداثاً تُرعبنى ..
صور لى نفسى كشمسٍ هُيئت للشروق
وسِيقت رغماً عن أنفها للغروب.!
صور لى نفسى كذاك القمر
الذى وقع فى عشق غيمة من الغيوم
تمنى قُربها ووصلها ودفئها
تمنى من عشقه أن لو تحجُب هذه الغيمةُ
نوره عن عيون عُشّاق الأرض
ليكون لها وحدها
فناجى الرياح أن سُقِيها إلىَّ ..
بريى وربك رب الثُريا ..
سُقِيها إلىَّ ..
وبات يبنى الآمالَ ويرسم الأحلامَ
حتى رأها بأُم عينه تنزف قطرات من الأمطار
قبل أن توُصِلُها الرياح إليه
حتى تلاشت ..
فاعتصر نوره وجعاً ،
ومُزِق بريقه حُزناً ،
واحتُل جسده شوقاً
.. حتى إنطفأ ..
.
.
فذُبت وهالنى فزع القلق
وخِفت وقلبى منى إنفلق
وجُن جنونى ودمعى إندفق
وصرت وحيداً كضوء الشفق
.
.
من اللا مكان ..
حيث لا حياةَ ،
ولا أملَ ، ولا نجاةَ ،
ولا أمان !
أُشهدكم أهل الأرض والسماء
وكل من يسكن الأجواء والأنحاء
أن ضاقت عليّا أماكنكم
!!..؟..!!