عزاء في القذافي..محمد النعمة بيروك
عزائي فيك أم فينـا العـزاءُ ونحن اليوم في البلوى سواءُ سكنّا قبلـك الأنفـاق فقـرا وسالتْ من نواظرنا الدّمـاءُ ومثلك شُعَّـثٌ كنّـا نعانـي وأرجلنا يجرجرهـا العنـاءُ ومثلك صامتـون ولا نبالـي وفي الأعماق يخنقُنا البُكـاءُ و مثلك حينها قلنا: "حـرامٌ" ولم يشفعْ لحالتنـا الدّعـاءُ ومثلك لم نجد قوتـا كريمـا فدُون القوت قد حال الغـلاءُ ومثلك ظـلّ فينـا كبريـاءٌ وكم بالصّمت راودنا الرّيـاءُ خطاك الأرض لم تصبر عليها وضاق الأفْقُ منها والفضـاءُ ومثلك في الورى كنّا عـراةً وما حضر الغطاء ولا الكساءُ وكم سُقنا إلى حتْـفٍ أكيـدٍ ولمْ يعلمْ بمقتلِنـا القضـاءُ ومثلك قد دُفنّـا فـي ظـلامٍ بمقبـرة تقاسمهـا الخـلاءُ تماما مثل وضعِكَ كان شعبٌ بأكمله يمـوتُ كمـا تشـاءُ وها قد حان يومُ الحسمِ حتّى نراك كما تشاءُ لنا السّمـاءُ