|
حمقاءُ تدعى في الورى (علياءُ) |
خارت فلاحت سوءة سوداءُ |
وتوسد الشيطان ساحتها ثوى |
فيها من الخصم اللدود بلاءُ |
فأهاج فيها سيئات أطبقت |
بأزيزها فتفجرت أهواءُ |
واسترسلت في غيها وضلالها |
يغزو مداها بالسقام الداءُ |
ويلوك فك الإفتراس من ادعت |
(حريةً) قد بثها الإغراءُ |
يا فحش أفعال اللئام تشتتوا |
بين الخطوب وسادهم إغواءُ |
يا ويلهم صاروا ضحايا فسقهم |
بفجورهم قد دبت البغضاءُ |
وتوشح الوجدان قار سخامهم |
فتلوثت بجسومهم أعضاءُ |
وتجمدت أبصار وعي وارتأت |
بالعري لذات بها الأضواءُ |
والشهرةُ العرجاء تنشر سكرها |
فيها مع الكرب الشديد عَماءُ |
أرضيتِ عرضك بالتعري ظاهرا |
جافاه بالستر الجميل غطاءُ ؟! |
أنزعت عنك تدثرا وتسترا |
حتى قلاك من الثياب رداءُ ؟! |
وبرزت بالعري البغيض على الملا |
كم بالمروق توغل السفهاءُ ! |
أين المبادئ والتخلق بالهدى |
أين التزام الحق .. والإعلاءُ ؟! |
أين التمسك بالفضائل والتقى |
أين العفاف وطهره الوضاءُ ؟! |
بئس التعلم بالعلوم وما حوت |
من شوك أخلاق بها الظلماءُ |
يا خيبة الآمال في نشء بدا |
بالإفك ذاع فذاعت الأدواءُ |
قالوا قديما بالقصائد ما حمى |
عرضا به يتفاخر الشرفاءُ |
(لن يسلم الشرف الرفيع من الأذى) |
حتى تراق على حماه دماءُ |
أبغض بما نلقاه من قوم فشى |
فيهم مع الفخر الأثيم زناءُ |
جهروا بعصيان الإله فيالهم |
من قوم غي بالفجور أساءوا |
ظنوا الحياة عبادة لمزاجهم |
لذاتهم وفق الهوى ما شاءوا |
والله حد حدوده فيها النقا |
والحفظ والتحصين والإيواءُ |
والفرج حصنه بحصن ملزم |
في زيجة يأتي بها الأبناءُ |
وزنى الفروج له عقاب صارم |
وحجارة في رجمها صماءُ |
والجلد مائة بالعذاب تألما |
حتى يولي بالأنام بغاءُ |
يا من بغضت هراءها ومجونها |
لما جفاها بالجنون حياءُ |
ضاق القصيد بما فعلت وأُضرمت |
نارٌ يراها باللظى الشعراءُ |
يأبون للأخلاق مهلكها فما |
إلا لها قد أرسل الكرماءُ |
ورسولنا المحمود تممها لنا |
هل تهدميها بيننا (علياءُ) ؟! |
لن يترك الأطهارُ أخلاق الهدى |
تهوي فعنها نافح الكرماءُ |
ستظل مصر هي المنارة للضيا |
بالعلم أزهرها به العلماءُ |
ما ضرها تلك الجهولة أظهرت |
عورات جسم يعتريه فناءُ |
لكنه داء التفسخ قد بدا |
وبه البلاءُ فهل يكون دواءُ ؟! |
إن الدواء هو الشريعة كلها |
نورٌ مبين للورى وضياءُ |
صلى الإله على النبي وآله |
فبه تنير الشرعة السمحاءُ !! |