|
لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا، |
ولا ينالُ العلى من قدمَ الحذرا |
ومن أرادَ العلى عفواً بلا تعبٍ، |
قضَى ، ولم يَقضِ من إدراكِها وطرا |
لابدّ للشهدِ من نحلٍ يمنعهُ، |
لايجتني النفعَ من لم يحملِ الضررا |
لا يُبلَغُ السّؤلُ إلاّ بعدَ مُؤلمة ٍ، |
ولا تَتِمُّ المُنى إلاّ لِمَنْ صَبَرَا |
وأحزَمُ النّاسِ مَن لو ماتَ مِنْ ظَمإٍ، |
لا يَقرَبُ الوِردَ حتى يَعرِفَ الصَّدَرَا |
وأغزَرُ النّاسِ عَقلاً مَن إذا نظَرَتْ |
عيناهُ أمراً غدا بالغيرِ معتبرا |
فقَد يُقالُ عِثارُ الرِّجلِ إن عثرَتْ، |
ولا يُقالُ عِثارُ الرّأيِ إنْ عَثَرَا |
من دبرض العيشَ بالآراءِ دامَ لهُ |
صفواً، وجاءَ إليهِ الخطبُ معتذرَا |
يَهونُ بالرّأيِ ما يَجري القَضاءُ بِه، |
من أخطأ الرأيَ لا يستذنبُ القدرَا |
من فاتهُ العزُّ بالأقلامِ أدركَهُ |
بالبِيضِ يَقدَحُ من أعطافِها الشّرَرَا |
بكلّ أبيَضَ قد أجرى الفِرِندُ بهِ |
ماءَ الرّدى ، فلو استقطرتَه قطرَا |
خاضَ العجاجة َ عرياناً فما انقشعتْ |
حتى أتى بدمِ الأبطالِ مؤتزرَا |
لايحسنُ الحلمُ إلاّ في مواطنِهِ، |
ولا يَليقُ الوَفَا إلاّ لِمنْ شَكَرَا |
ولا ينالُ العُلى إلاّ فتًى شرفَتْ |
خِلالُهُ، فأطاعَ الدّهرَ ما أمَرَا |
كالصّالِح المَلِكِ المَرهوبِ سَطوَتُه، |
فلو توعّدَ قلبَ الدّهرِ لانفطرَا |
لمّا رأى الشرَّ قد أبدَى نواجذَهُ، |
والغدرَ عن نابِهِ للحربِ قد كشرَا |
رأى القسيَّ إناثاً في حقيقتِها، |
فعافَها، واستَشارَ الصّارِمَ الذّكَرَا |
فجَرّدَ العَزمَ من قَتلِ الصِّفاحِ لها |
ملكٌ عن البيضِ يستغني بما شهرَا |
يكادُ يُقرأُ منْ عُنوانِ هِمّتِهِ |
ما في صحائفِ ظهرِ الغيبِ قد سُطِرَا |
كالبحرِ والدّهرِ في يومَيْ ندًى وردًى |
والليثِ والغيثِ في يوميْ وغًى وقرَى |
ما جادَ للناسِ إلاّ قبلَ ما سألوا، |
ولا عفا قطّ إلاّ بعدما قدَرَا |
لاموهُ في بذلِهِ الأموالَ، قلتُ لهم: |
هل تَقدُرُ السُّحبُ ألاّ تُرسلَ المَطرَا |
إذا غدا الغصنُ غضّا في منابتِه، |
من شاءَ فليجنِ من أفنانِهِ الثمَرَا |
من آلِ ارتقٍ المشهورِ ذكرهُمُ، |
إذ كانَ كالمِسكِ إن أخفَيتَهُ ظَهَرَا |
الحاملينَ منَ الخطيّ أطولَهُ، |
والناقلينَ من الأسيافِ ما قصرَا |
لم يَرحَلوا عن حِمَى أرضٍ إذا نزَلوا |
إلاّ وأبقَوْا بِها مِن جودِهم أثَرَا |
تَبقَى صَنائعُهم في الأرضِ بعدَهمُ، |
والغَيثُ إن سارَ أبقَى بعدَهُ الزَّهَرَا |
لِلَّهِ دَرُّ سَما الشّهباءِ من فَلَكٍ، |
فكلّما غابَ نجمٌ أطلعتْ قمرَا |
يا أيّها الملكُ الباني لدولتِهِ |
ذكراً طوَى ذكرَ أهل الأرض وانتشرَا |
كانتْ عِداكَ لها دَستٌ، فقد صَدَعتْ |
حَصاة ُ جَدّك ذاك الدّستَ فانكَسَرَا |
فاوقعْ إذا غدروا سوطَ العذابِ بهمْ |
يظلّ يخشاكَ صرفُ الدّهرِ إن غدرَا |
وارعَبْ قلوبَ العِدى تُنصَرْ بخَذْلِهمُ، |
إنّ النبيّ بفَضلِ الرّعبِ قد نُصِرَا |
ولا تكدّرْ بهمْ نفساً مطهرَة ً، |
فالبحرُ من يومِه لا يعرفُ الكدرَا |
ظَنّوا تأنّيكَ عن عَجزٍ، وما عَلِموا |
أنّ التأنّيَ فيهمْ يعقبُ الظفرَا |
أحسَنتُمُ، فبَغَوا جَهلاً وما اعترَفوا |
لكم، ومن كفرَ النُّعمى فقد كفرَا |
واسعدْ بعيدك ذا الأضحى وضحّ بهِ |
وصلْ وصلّ لربّ العرشِ مؤتمرَا |
وانحَرْ عِداكَ فبالإنعامِ ما انصَلَحوا، |
إنْ كانَ غيركَ للأنعامِ قد نحرَا |