ســأنتظرك..و لو حلق العمر فوق الغمــام
و نازعته الريح على الريــش
و هشم ضلوعه الحجر
سأنتظرك..
ولو تخطَّفت حروفي الطيـــرُ
و تفرقت بين الجوارح مُزَقُ الكلام
سأنتظرك..
على ناصيـة القصيدة
قرب دكاكين الأمــل
أمص الملح عرقا من تعب
و أعــدُّ أسراب السنونو
و السنيــــــنَ
إذ تفارق أعشاشها و ترحل
ســأنتظـرك..
بهدوء المُحارب حين لا يعــود:
ألف سيف في الخاصرة
كيف يعود!
بسكينة الزاهـــد حين.. يعــود:
ألف سؤال يمزق الذاكرة
كيف لا يعود!
ســأنتظـرك..
وأرافق الساعــات
في دورة الأزل
بصبر شيــخ كبيــر
لا يهتم لـفذاحة الألـــــم
هـــرِمٌ هذا القلـــب
و خرابٌ هذا الجســد
لا يحميك من بـــــرد
لا يذوذ عنك اللهــب
ها أنا أرتـــل صحائف الحلم
أتهجاها من بين خيبةٍ و وهـم
و ما نفذ الملح من شواطئ التعــب
ها أنا أحــذرك الإقتــراب
ثم أناديــــك،
اِقتربــي!.. فأنا أنتظـــر
مثقــل بالتناقضات هذا الكتاب
مُحْكَمةٌ فيـــه آيـــات الغيـــاب
متشابهةٌ فيـــه وعـود الإيــاب
و فارغ من كل فـرح
فلا عليــك
سـأنتظـــرك..
و لوأعياني الوقـوف
و تسربتُ بين الشقوق رفقة الـزمـــن
ستبقى القصيـــدة
قرب الدكاكين
تحت الغمام
بلا كتاب
بلا سيف يثقب الذاكرة
بلا محـراب
تمص الملـــــح
و.. تنتظر...
حميد العمراوي 8/12/2011