|
يا من إلى أطيافها أسري |
بالفكرِ هلّا ترحمي أسري |
لم يبقَ في كأسِ الحياةِ نقاوةٌ |
إلا عيونكِ في هدى الذكرِ |
الشوقُ يحرقُ من قواي تجلّدي |
والدمعُ يروي الصبرَ بالقهرِ |
أغدقتُ ماء العمر قربكِ مدمناً |
كفَّ الحنانِ ورجفةَ الصدرِ |
أسرفتُ إدمان الهوى رغِداً فآوتْ فجوةُ الأيامِ بالفقرِ |
فإذا بنا متباعدان ووصلُنا |
أوّاه يا ليلٌ تنفّسَ حرقتي |
حتّى تغذّى النجمُ من جمري |
وتلا دموعي رقّةً محرومةً |
من ناعماتِ الوردِ والزهرِ |
واجتاحَ من حزني الزمانَ وهدّني |
طولُ السُّهادِ وغيبةُ الفجرِ |
أدري بأنَّ لقاءنا المدفون في |
أقدارنا يحيى بلا قبرِ |
لو كان جثماناً يواريهِ التُّراب لسرتُ أحفرَ قربهُ قبري |
لكن محالٌ ضائعٌ مفتاحهُ |
يا وردةَ الخدّين يا شهدَ اللمى |
غفرانكم يا عذبةَ الثغرِ |
يا سكرةَ العينين يا مسك الشذا |
سيري لنا يا نشوةَ الخمرِ |
للحبِّ للأشواقِ للعيد ارتمى |
أملي ويأسي في نهى الشعرِ |
الودُّ محفوظٌ يسامرُ غربتي |
هيهاتَ بعداً مسَّ بالقدرِ |
ما دقّتِ النبضاتُ هلَّ غرمُنا |
يَضَعِ الحنينَ على خطى العمرِ |
نطقتْ دموعُ العاشقيّن تشوّقاً |
كالنشرِ يفضحُ فتنةَ العطرِ |
فتجاذبَ العشّاَقُ يرفلُ ودُّهُم |
بالبحرِ في سطرٍ على سطرِ |
ما هزّني التّذكارُ منذُ دفنتهُ |
للعمرِ بين الشطِّ والبحرِ |
فتوالتِ الأشعارُ تردفُ ما مضى |
من بُعدِ عشّاقٍ بلا عذرِ |
أخشى تجدّدَ كحلةَ العينِ التي |
رسمتْ خيوطَ الحزنِ في أمري |
فكفى القريضُ لعَينِ مثلي منبعاً |
جفّتْ عروقي والدما تسري |