حفنة حنين إليك إلى التراب تغريني بالبقاء ، هزَ القصيدة قد امتلأت روحي بك ، تساقط
يا آخر الحب همسا فوق أهدابي علّه يثقلها ، أنام و أظل أحب عالمك الخيالي ،
معتقلة دون رقم أو هوية ليت الوقت المتبقي يسعفني ، كي أهديك أغنية ،
حين تدق ساعة الرحيل لا أتذكر إلا أنت ،
صوتها ، عذوبة الهمس : (إنتِ صاحية يما ؟تشربي شاي .؟) هذه المرأة تغري بالبقاء بالسهر ، عبير الجبال في ذيل ثوبها و إزاره شموخ و كبرياء ، حُسن الظّن ، لمسة العفو العطف ، تجتمع فيها كل صفات الضّم ،
و حين تقف على سجادة صلاتها أحمد الرّب أنْ لها في الجنة مكان و أنها أمي .
في الطريق راودتني أناي عن مرادي تصارع ذلك الملازم خط الحلم لستُ ألومها فهي لا تدري معنى وجوده و بقائه ،هذا الذي وهبني راحة بال و واقع إمبراطورية الأنثى ، قمة قد نالها جنوني ، طيف أزخر بالأمل ذاهبا و آيبا يجتاز أوتار الشوق ، نضيع في نسيج لفّه الخيال ،سواء أثناء فترات الركود أو أثناء ساعات الشقاوة للقهوة مذاق آخر حين يأتيني متأنقا بقصيدة ، نندفع اندفاع المجانين في ارتعاد و خوف كأنّا في منتصف حلم أشبه ما يكون بالكابوس الرهيب ،كمن يلعب لعبة الخطر، حينها تصبح الأشياء سهلة أو على الأقل هكذا تبدو لنا شيئا فشيئا شيئا ما أوقفنا !
تتأجج في النفس أمنية تدفعنا إلى أن نتلاءم مع الأمطار و لا ننفك نعبّر عن دهشة .
نقتطع كسرة فرح نحملها على وجه التراب و نمضي هكذا على نحو لم يكن بالحسبان ،إنه طريق اللا عودة طريق مشروعات كبرى تتراءى لنا المدينة و إرثنا المشروع يتراقص في نشوة فواصل يدهش المقامرين أولئك الذين توقفوا عن السير خائفين من صور لم تبارح خيالهم .
إنه الوعد يا صاح وقف ببابك كجرة كحل هارب من سواد الحدق ، في بعادك رماني الشوق و مال القلب فأنكسر ، كـــكلام محال كيد مقطوعة مبسوطة نحو العدم ، ، إن لم تكن على قدر الوعد فكن على قدر البعد
تلك أيام كانت أشبه بالخيال ، أن أهضم ساعات الانتظار الطويلة العذبة ،و حربا دارت في رأسي حين تجمد الشوق بيننا و صار مثل الجسور الشاهقة ، ليالي مهدها ألف عمر انتظار و حفنة شوق، أي عذاب مارسته عليّ و جرحي الدفين اللعين ما فارق مسامات الروح، و أعجب كيف استحال العذاب إلى شجرة سنديان أستظل بها و شعورا بالفخر يرتد إليها فتكبر و يطول عمر انتظاري لحظة أتحسس الدفء و تأتيني رعشة البرد ، أهرب إلى غاباتي بحثا عن كهف !