بسم الله الرحمن الرحيم.
...تعالت الأصوات في السنوات الأخيرة ، تنادي بالحرية (حرية المعتقد ـ حرية التعبير ـ حرية النقابة ـ حرية الصحافة ـ استقلاتية القضاء ـ حرية المرأة ـ حرية التمثيل السياسي ـ الحق في الاضراب... و هلم جرّا).
وقد انبهر بعض المثقفين من ابناء جلدتنا بهذه الكلمات و المصطلحات ، و حاولوا اسقاطها على المجتمعات العربية و الاسلامية ، امّا لجهل وعدم النظر في العواقب ، أو بخبث لاثارة الشغب ، و بث الفوضى في اوساط الجماهير، و ذلك للمعان وبراقة هذه المصطلحات ، و لأن نتيجة القهر المسلط على هذه المجتمعات من طرف حكام العرب . فرأت الجماهير العربية في هذه التعابير المخلص من نير الظلم ، او القشة التي يجب التشبث بها خوفا من الغرق ، او السقوط في هاوية لا قرار لها .
و لم يتفطنوا الى هذه ( الحريات ) الغربية انها كحلقات السلسلة الواحدة منها ملتصقة بالأخرى و ستؤدي الى ما لا تحمد عقباه ان لم نتفطن و ننظر اليها بروية وتحكم عقل ، و لا ننجرّ الى ما يأتي من الغرب ، و نجري وراءه و نجعله من المسلّمات ، و نعمل به دون النظر في النتائج و الغايات.
في الآونة الأخيرة ، طلع علينا الغرب بـ(حرية) جديدة . هي الحرية الجنسية .و هذه الحرية المتكلم عنها ، لابد ان نعرف ما هي ؟ و ماذا ترمي اليه؟ ...
ولمعرفة هذه (الحرية) لابد ان نعود الى و ثيقة بكين للتمعن فيها . توصي وثيقة بكين بالحرية الجنسية ، و الشكل الجنسي الذي يختاره الفرد لنفسه بين خمسة اختيارات :
ـ ان يكون الفرد مخنثا ، يلبس البسة نسوية اذا كان رجلا .
ـ ان تربي شاربا اذا كانت امرأة ، وتظهر عضلاتها و تقويها.
ـ ان يكون الفرد لوطيا يمارس الشذوذ مع امثاله من الرجال ، و يتزوج رجل مثله.
ـ ان يكون الفرد سحاقية تباشر الشذوذ مع امرأة مثلها ، و تتزوجها بعقد شرعي...
ـ او ان يكون الفرد عاديا تقليديا مثل اجداده ، و لكن عليه يحترم اختيار الآخرين.
كما ان هذه الوثيقة تحض على (المساواة ) في الميراث بين الذكر و الأنثى.
و لا توجد في هذه الوثيقة محاذير في مزاولة الجنس سوى استعمال العازل الذكري للأمان من انتقال مرض الأيدز.
و للمرأة الحق في اختيار الدعارة مهنة لها مادامت تحبها.
ـــــــــــــــــ
و الغريب ان الدول العربية ارسلت الوفود للمشاركة في مؤتمر بكين ، حتى ان بعض حكام العرب ارسلوا زوجاتهم على رأس وفد (هام) للمشاركة.
و قد رأينا ان بعضهن اقمن و يقمن الندوات لشرح ما (تمخض) عنه مؤتمر بكين للسكان، و يحاولن ادخال هذه (الحرية) الى بلاد المسلمين.
سـؤال نطرحه ما موقف الحكام العرب من هذه الحرية ؟... و ما موقف العلماء و المثقفين العرب و المسلمين ؟ ...