لا شك أن أشبه شيء بالإنسان - أدبا -هو ما يندلق من قلبه على سطور صماء
يَحِيكُها سنُ قلمٍ مرغمٍ ، قد يعرف نقطة البدء ، ولكنه -أبدا - لا يدرك كيف تكون النهاية
إنه مداد يجري منا على خلاف ما نريد ..
ويسطر ما نُكَتّم ، بعبارة متوثبة ٍآنيةٍ ، غير سابقة الإعداد والتجهيز
إنه حديث النفس المجنح الذي لايمر على اللسان بحذلقةٍ ومُكْنةٍ وتَقَعُّرٍ
إنها خيوط سائلة من أنين .. تنماع من نفس تشبعت بآهةٍ حرّى و لسعةٍ مؤلمة و أنَّةٍ مضنية
تأتي الكلمات لتوها طازجة متوهجة بحرارة الصدق ، متلفعة بوهج الإرادة
تشْغَرُ من معالجةٍ متكلفةٍ على آلة اللغة ، ومن تنميقٍ سَمِجٍ على قَدّ البيان
فقط ، ماءٌ عفويٌ نقيٌ ، يسيل كيفما اتفق ...
يلامس حنايا من تَشَاكَلَ معه ، وانتسبَ إليه في آهة عابثة .. أو فرحة مستبشرة
يحسه كل من وَعَى ، وما أقل من يَعِي !
دائما ... دع قلمك يجري بلون دم قلبك .. وعلى هديٍ من وقع نبضاته
فقط ... تعلم فن الولوج إلى ذاتك ،
واترك المداد يسيل.....
....