أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: نحنُ دعاة وقضاة

  1. #21
    الصورة الرمزية احمد خلف قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : الإمارات حالياً
    المشاركات : 1,348
    المواضيع : 200
    الردود : 1348
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أرسله الله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا نادى بالحق وكان سمته الصدق و دعوته كلها رفق ,
    الإخوة والأخوات في هذا الموضوع
    متابعون لكم في كل كلمة
    فلله دركم
    وإني مرتاح لما تقولون

    إن الزيتون إذا ضغطت عليه أخرج أرقى الزيوت
    و الفواكه كذلك إذا ضغطت عليها أخرجت أحلى العصائر
    فإذا أحسست أنك متعب وأنت تعمل لله
    فاعلم أن الله يريد أن يخرج منك أحلى ما في قلبك

    هذا و قد سن الله عز وجل سنة كونية بين خلقه تعرف في ألوانهم و لغاتهم باختلاف ألسنتهم قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم/22] فذكر أن هذه آية و كم للناس من آية جعلها الله بين خلقه لتكون لهم عبرة و دلالة على عظيم صنعه , فالاختلاف سنة كونية قُيد في شريعة الإسلام بأخلاق سامية و آداب عظيمة ليحيى من حي عن بينه و يهلك من هلك عن بينه
    إن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار فإن ابن مسعود اختلف مع أمير المؤمنين عثمان في مسألة إتمام الصلاة في سفر الحج ولكنه لم يخالف بل أتم معه وقال : الخلاف شر.
    قد يدل الخلاف على القطيعة.
    و إذا أتتك مقالة قد خالفت *** نص الكتاب أو الحديث المسند
    فاقف الكتاب و لا تمل عنه, وقف *** متأدبا مع كل حبر أوحد
    فلحوم أهل العلم سم للجناة***عليهم فاحفظ لسانك و أبعدِ
    الاختلاف ظاهرة لا يمكن تحاشيها باعتبارها مظهراً من مظاهر الإرادة التي ركبت في الإنسان إذ الإرادة بالضرورة
    تؤدي إلى وقوع الاختلاف والتفاوت في الرأي.
    وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول : "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بغضهم على بغض وعدوانه" ( إعلام الموقعين)

    فإن الشقاق يمكن تفاديه بالحوار الذي من شأنه أن يقدم البدائل العديدة لتجنب مأزق الاصطدام في زاوية الشقاق

    قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا [الإسراء/36]

    و قال سبحانه : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد/19]

    و بوب الإمام البخاري في صحيحه لهذه الآية فقال :

    بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

    و الظاهر من هذه الأيات أن من أدب الخلاف عدم الكلام بغير علم

    وقد جمع الله عز وجل بين النهي عن القول عليه بغير علم و بين الشرك , فلقد قال سبحانه :
    قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/33]
    فعلم بذلك خطورة هذا القول الذي بُني على غير علم

    إننا نحاول البحث عن كيفية تعقيل أو عقلنة جدلنا وتنظيم اختلافاتنا وترتيب درجات سلم أولوياتنا وتحسين نياتنا وإرادتنا على ضوء ما يستخلص من نصوص شرعية حاكمة وآثار عن السلف شارحة وممارسات رشيدة هادية. إذ من شأن ذلك أن يقلل من الخلاف أو ينزع فتيل ناره لتصبح بردًا وسلاماً.
    يقول العلامة ابن القيم : " فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى الإلتباس وكل المختلفين قصدهم طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية لأنه إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريقة المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما اختلف الصحابة ) (الصواعق المرسلة ج 2 ص 519 )
    كيف نجعل اختلافنا من هذا النوع الذي أشار إليه ابن القيم
    هذا مثال في حسن الظن عظيم حينما اختلفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع ابن عمر رضي الله عنهما
    قَالَتْ عَائِشَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنْ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ
    لا ينبغي مهما كان المخالف على الباطل و أنت على الحق أن تتهمه في نيته ,
    فلم نؤمر بشق الصدور و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأسامة بن زيد بعد قتله للرجل الذي نطق بكلمة التوحيد :
    أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ
    و الحديث أخرجه الإمام مسلم
    فلنا الظاهر و الله يتولى السرائر
    كن ابن من شئت واكتسب أدبا....يغنيك محموده عن النسب

  2. #22
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    حوار علمي قيّم ، متابعته نافعة وقراءته ماتعة
    وفيه تتجلى فطنة المتحاورين ورفعة أخلاقهم

    لن تقلقنا حدّة تتهدد بالظهور بين السطور، فأصحابها يسارعون برقيّ وسموق للجمها وإعادة الحوار لعلميته بما يسرّ الخاطر ويزيدنا ثقة بهذه النخبة الرائعة من حولنا

    متابعون معكم باهتمام

    تحيتي
    شكراً لحضورك الكريم أستاذتنا الراقية ( ربيحة الرفاعي ) سعدتُ وتشرّفت لله درّك
    والحوار والنّقاش الدّيني عنده شروط وأصول وقواعد قعّدها أهلُ العلم ، أتمنى أن نلتزم بها .. منها :
    - الإخلاص في ما ننشر أو نكتب ، ولا يجوز لأحد المتحاورين أن يتهم الآخر في نيته .
    - الاستدلال بالأصلين الكتاب والسنة الصّحيحة وهذا لا يماري فيه أحد من المسلمين .
    - الاستدلال بكلام أهل العلم المعتبرين ممن تلقت الأمّة علمهم بالقبول ، والله عزّ وجلّ يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
    - الحوار بالتي هي أحسن وتجنب التّعلق بصاحب الموضوع ، ومناقشة الموضوع ومحتويات الموضوع ، ولا تنظر إلى من قال ولكن انظر إلى ما قال كما يقول مالك بن دينار رحمه الله .
    - احترام التّخصّص ، مثلاً : أنا أعلم أن بضاعتي قليلة مزجاة في مجال الشّعر وبحوره ، فهل يليق بي أن أحشر نفسي في حوار بين الشعراء وهم يناقشون بحراً من بحور هذا الفن ، وأجادل وأخاصم وأدّعي أنّ هذا من بحر الطويل ، وهو من بحر المتقارب ، كيف سيكون نظر هؤلاء الشّعراء إليّ ؟ ! ..أكيد سأكون كما قال الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله في فتح الباري في ( كتاب الحج ) : ( من تكلّم في غير فنّه أتى بهذه العجائب ) ..يقول تعالى : (( ها أنتم هؤلاء حاجَجْتُم فيما لكم به علم فلمَ تُحاجّون فيما ليس لكم به علم واللَّه يعلم وأنتم لا تعلمون )) (سورة آل عمران، الآية: 66)
    - أن يكون الغرض من الحوار معرفة الحق والبحث عنه ، وهو أمر أكده السابقون من علماء الأخلاق وغيرهم.
    يقول صاحب (المحجة البيضاء في إحياء الإحياء) عند التحدث عن شروط المناظرة: الأول: أن يقصد بها إصابة الحق وطلب ظهوره كيف اتفق، لا ظهور صوابه وغزارة علمه وصحة نظره، فإن ذلك مراء منهي عنه بالنهي الأكيد، ويضيف: أن يكون في طلب الحق كمنشد ضالة يكون شاكراً متى وجدها، ولا يفرق بين أن يظهر على يده أو يد غيره، فيرى رفيقه معيناً لا خصماً ويشكره إذا عرّفه الخطأ وأظهر له الحق .

    وهذا موضوع طويل لعلي أفرد له مقالاً إن شاء الله

    تحيتي والمودة
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  3. #23
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حمود الغنام مشاهدة المشاركة

    بارك الله عليك أخي الكريم ، مادام تقول أنه هناك قضاء يحكم بين الناس ولا تترك لآحاد الناس .. فأريد أن افهم عبارتك نحن قضاة ودعاة ماذا تعني بها ؟
    سبق وقلت لك أن هذا الكتاب ظهر عندما بدأ آحاد الناس يكفر بعضهم بعضا والذي يحسب نفسه عاقل منهم يعتزل الناس والبعض الآخر يلوذ في الجبال طالبا السلامة .. وكنت أود منك تجاوز العنوان والإتيان لنا من داخل الكتاب فقرات وتفندها ، وأنا أكرر ظني من أنك لم تقرأ الكتاب من قبل !
    فما الذي وجدته فيه يخالف معلوما من الدين بالضرورة ؟
    الكتاب كتبه صاحبه وهو مستشار في القضاء قد اجتهد في اختصاصه وقد فند بعض الآراء التي كانت تسبب هذه البلبلة بين المسلمين ومن أجل درئها وجد أن يخرجَ الكتاب عله يهدّئ من الوضع المتوتر وقد آتى أكله في حينها .. فأرى استشهاداتك لادخل لها بالكتاب !
    كلامك يتفق عليه جميع المسلمين ، من نطق بالكفر كافر ومن خالف أمرا من الدين بالضرورة كافر ، ولننتبه هنا فيه شرط وهو من غير إكراه !
    وعندما رددتُ عليك باللون الأحمر من داخل مقالك أكون ضمنا رددت عليك بنفس الأدلة وفندتها وذكرت العلة فيها من أنها لاتصلح للحكم في هذه المسألة وأذكرك ببعضها أنه ليس فيها أحكاما على أشخاص بعينهم ، والتي فيها على أشخاص معينين ففيه كفر بواح لايختلف عليه اثنان .. وسأعود إلى قصة حاطب رضي الله عنه فليست هي المرة الأولى التي يتسرع بها عمر رضي الله عنه برفع شيفه ولا الأخيرة فهذه شخصيته رضي الله عنه .. وأنت تعرف قصة الأعرابي الذي بال في المسجد وكيف استوعبه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن رفع عمر رضي الله السيف في وجهه، وتعرف عن عمر رضي الله عنه يوم الحديبية ، كما نعرفه يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله السيف على كل من قال بالوفاة .. ولا يخفى عليك سبب إسلامه وحمله السيف على أخته ! وفي النتيجة هل تستطيع أن تقول أن حاطب رضي الله عنه قد كفر والرسول صلى الله عليه وسلم قد سكت عنه والعياذ بالله ؟!
    الرسول صلى الله عليه وسلم قد استوعب رأس النفاق وقال صلى الله عليه وسلم لصحابته بما معناه : كي لايقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، هذه الأخلاق التي تعلمناه وليس توزيع الأحكام على عواهنها ! وما قصة الماعزية التي زنت ببعيدة عنا ، وهو يحاول عليه الصلاة والسلام أن يدرأ عنها الشبهة بكل ما أوتي علها تكتفي بالتوبة ..هذه الأفعال التي تجمع ولا تفرق ! تعلمناها من رسولنا ومن نبينا عليه الصلاة والسلام .لاأن نأخذ المرء على أضعف شبهة وأوهنها ونبحث في ثنايا الخبايا أيضا كي ندينه !
    وقصة قتل خالد رضي الله عنه لمن قال الشهادة على اعتبار أنه قالها خوفا وقال عليه الصلاة والسلام لخالد : هل شققت على قلبه ومازال يدعو عليه الصلاة والسلام اللهم إني أبرأ لك مما فعل خالد .. الأمثلة كثيرة جدا من تاريخنا ، فدعوتنا حب واستيعاب وليس حكما مسبقا على الناس ثم نشرع بالبحث عن أدلة الإدانة !
    تحيتي ،
    أخي الكريم أحمد ربما بدأنا نتفق ، مادام أنك بدأت تستشهد بكلام رسول الله وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم ، والأستاذ الهضيبي قد أحسن في ردّه على الغلاة التّكفيرين آنذاك ، والذي يقال لهم ( الهجرة والتّكفير ) الذين يكفّرون النّاس بمجرد المعصية ، كما كان أسلافهم من الخوارج ، ولكن ألا ترى أيّها الحبيب أنّه أراد أن يُطبّب زكاماً فأحدثَ جُذاما ، فهو جاء بأحاديث وآيات الوعد ، وأغفل آيات وأحاديث الوعيد ، وأراك هنا تسير على سَنَنِه ، لا يا أخي أتمنى أن تجمع بين الآيات والأحاديث في الولاء ( ولاء المؤمنين ) والبراء ( البراءة من الكفرة والمشركين والمجرمين ) ، ها أنت سُقتَ بعض الآحاديث ( اليسيرة ) التي تبيّن لنا سماحة الرّسول الكريم ، وهذا جميل جدّا أشكرك عليه ، ولكن هل تظن أنّ النّاس الذين يُتابعون هذا النّقاش لا توجد عندهم مصاحف في بيوتهم ، ولا يعرفون ما جاء في سورة المائدة و الأنفال والتوبة وغيرهم من السّور التي تحث المسلمين على جهاد الكفرة الفجرة والمنافقين والمرتدين ، والبراءة منهم .. فأنت واهم يا أخي ..
    فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون
    .
    ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
    والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
    فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خالف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .
    والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .
    ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
    أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
    ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
    ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
    يقول الشيخ سليمان بن عبدالله : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
    رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
    خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
    سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
    سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
    ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
    يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .


    فقل لي بربّك أخ أحمد كيف لنا أن نحبّ في الله ونبغض في الله ونحن لا نفرّق بين مؤمن وكافر ، ومطيع وفاجر ، وسنّي ومبتدع ، ونحن نردّد ( دع الخالق للمخلوق ) ( نحن دعاة لا قضاة ) ..

    تنبيه : أنت تدّعي علم الغيب أنني لم أقرأ كتاب ( دعاة لا قُضاة ) ، وأنا مستعد معك للمباهلة ، فما رأيك ؟ ووالله إنّه قابع وسط مكتبتي منذ سبع سنوات تقريبا / غلافه أخضر ، وفيه رجل رافع أصبع يده اليمنى ، وماسك كتابا بيده اليسرى ، وطبعة ( دار التوزيع والنشر الإسلامية !! )
    وللحديث بقية إن شاء الله

  4. #24
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    جزاك الله خيرا الآن بدأت تقرأ الكتاب أخي المفضال ..
    أنت تعرف أن الدعوة فنّ وذوق وفوق كل ذلك علم .
    وانطلاقا من النقاش أقول لك أخي الكريم ، من الحكمة في الدعوة أن تتخير الأسلوب الأنجع للوسط الذي تعيش فيه ، وأكرر أن الوسط الذي عاش فيه كان عصر محن وفتن مرت بها الدعوة في مصر والكتاب ذكر ماذكر من تلك الفترة ، بالله عليك لو كنت تعيش في تلك الفترة وأردت أن تساهم في إطفاء النار التي كانت تشب وكادت أن تأتي على الأخضر واليابس هل كنت ستحشد أحاديث الولاء والبراء ؟! أم تبحث عن مادة تطفئ بها النار ؟!
    هذه واحدة .. أما أن المستشار الهضيبي رحمه الله أراد ترك شؤون الناس لله من غير أن يفرق بين مؤمن وكافر فهذا استنتاج لم يخطر في باله أصلا ! هو لايريد أن يخوض آحاد الناس في هذه المسألة ..
    ثم أين رأيت الولاء للكفار في كتابه ..
    فلو أشرت لنا من الكتاب عن هذا الاستنتاج ..
    كيف يمكن أن يفكر فيه أصلا وهو على رأس جماعة ، يتمثل بقول مؤسسها الشهيد حسن البنا رحمه الله في رسالة التعاليم القول الفصل في هذه القضية. . وهو " لا نكفر مسلمًا أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا إن أقر بكلمة الكفر وأنكر معلومًا من الدين بالضرورة، أو كذّب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر ". وألفت انتباهك لشيء مهم في هذه القضية ، وهو أن دعوة الجماعة التي كان على رأسها من أهدافها سيادة الإسلام للعالم وليس في مصر وحدها ..
    وأربطها بأمر الدعوة وأنها للناس كافّة بدليل الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب ، فكيف ستدعو بين أناس في الأمازون مثلا وتوصل لهم دعوتك ، وفي رأسك مخطط ذهني من أنهم أعداءك ومن أنه مباح لك سبيهم ومباح لك أموالهم وما إليه ، ومن غير أن يحاربوك أو يقفوا عثرة في طريق دعوتك إياهم ؟!
    فالآيات التي سقتها أنت لم تأتِ من غير سياق أو من غير سبب نزلت لأجله ، بمعنى آخر لم تنزل لمعاداة الناس واتخاذهم أعداء بحكم مسبق ، الأصل أن تحمل للناس دعوتك بالحب لا بالحرب .. ومن وقف في وجهك وعاداك فتنطبق عليه الأحكام التي سقتها ، والفرق كبير بين الحاتين !! علما أنه الآن من لا يفكر أصلا في الذهاب إلى هذه المجاهل التي لم يصلها نور الإسلام ! ونراه يتكلم في الولا والبراء .. والله أخي الكريم هنا لاأقصدك أنت بالذات بل أقصد الفكر الذي تحمله فحضرتك لم تأتِ بشيء خاص بك وحدك هناك ملايين الناس يستسهلون ركوب السهل من غير مشقة وتراهم يكيلون التهم يمنة ويسرة على قول زهير خبط عشواء !
    الموضوع يطول أخي الكريم .. فأكرر رجائي منك أن تأتي بفقرات من الكتاب وتفندها تقول هنا خالف الكتاب والسنة وماعليه الأئمة ..
    كما أني أوجه عنايتك لأمر .. أنت تعرف جيدا ماذا أقصد بقراءة الكتاب ، فليس كل من فتح الكتاب قرأه ولا كل من قرأه فقد قرأه .. القراءة هي أن تستوعب الكتاب جيدا ، وبالأخص في هذا الأمر ، لماذا لأنك تدخل في أمر تكفيري أو تاثيمي على أقل تقدير !
    وما زلت أنتظر أن تشرح لي ما تقصد نحن قضاة ودعاة ؟
    مع التحية ،

  5. #25
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.08

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد خلف مشاهدة المشاركة
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أرسله الله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا نادى بالحق وكان سمته الصدق و دعوته كلها رفق ,
    الإخوة والأخوات في هذا الموضوع
    متابعون لكم في كل كلمة
    فلله دركم
    وإني مرتاح لما تقولون

    إن الزيتون إذا ضغطت عليه أخرج أرقى الزيوت
    و الفواكه كذلك إذا ضغطت عليها أخرجت أحلى العصائر
    فإذا أحسست أنك متعب وأنت تعمل لله
    فاعلم أن الله يريد أن يخرج منك أحلى ما في قلبك

    هذا و قد سن الله عز وجل سنة كونية بين خلقه تعرف في ألوانهم و لغاتهم باختلاف ألسنتهم قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم/22] فذكر أن هذه آية و كم للناس من آية جعلها الله بين خلقه لتكون لهم عبرة و دلالة على عظيم صنعه , فالاختلاف سنة كونية قُيد في شريعة الإسلام بأخلاق سامية و آداب عظيمة ليحيى من حي عن بينه و يهلك من هلك عن بينه
    إن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار فإن ابن مسعود اختلف مع أمير المؤمنين عثمان في مسألة إتمام الصلاة في سفر الحج ولكنه لم يخالف بل أتم معه وقال : الخلاف شر.
    قد يدل الخلاف على القطيعة.
    و إذا أتتك مقالة قد خالفت *** نص الكتاب أو الحديث المسند
    فاقف الكتاب و لا تمل عنه, وقف *** متأدبا مع كل حبر أوحد
    فلحوم أهل العلم سم للجناة***عليهم فاحفظ لسانك و أبعدِ
    الاختلاف ظاهرة لا يمكن تحاشيها باعتبارها مظهراً من مظاهر الإرادة التي ركبت في الإنسان إذ الإرادة بالضرورة
    تؤدي إلى وقوع الاختلاف والتفاوت في الرأي.
    وقد انتبه لذلك العلامة ابن القيم عندما يقول : "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بغضهم على بغض وعدوانه" ( إعلام الموقعين)

    فإن الشقاق يمكن تفاديه بالحوار الذي من شأنه أن يقدم البدائل العديدة لتجنب مأزق الاصطدام في زاوية الشقاق

    قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا [الإسراء/36]

    و قال سبحانه : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد/19]

    و بوب الإمام البخاري في صحيحه لهذه الآية فقال :

    بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

    [COLOR="red"]و الظاهر من هذه الأيات أن من أدب الخلاف عدم الكلام بغير علم[/COLORلأا]

    وقد جمع الله عز وجل بين النهي عن القول عليه بغير علم و بين الشرك , فلقد قال سبحانه :
    قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/33]
    فعلم بذلك خطورة هذا القول الذي بُني على غير علم

    إننا نحاول البحث عن كيفية تعقيل أو عقلنة جدلنا وتنظيم اختلافاتنا وترتيب درجات سلم أولوياتنا وتحسين نياتنا وإرادتنا على ضوء ما يستخلص من نصوص شرعية حاكمة وآثار عن السلف شارحة وممارسات رشيدة هادية. إذ من شأن ذلك أن يقلل من الخلاف أو ينزع فتيل ناره لتصبح بردًا وسلاماً.
    يقول العلامة ابن القيم : " فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى الإلتباس وكل المختلفين قصدهم طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد امنه في النشأة الإنسانية لأنه إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريقة المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافًا لا يضر كما اختلف الصحابة ) (الصواعق المرسلة ج 2 ص 519 )
    كيف نجعل اختلافنا من هذا النوع الذي أشار إليه ابن القيم
    هذا مثال في حسن الظن عظيم حينما اختلفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع ابن عمر رضي الله عنهما
    قَالَتْ عَائِشَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنْ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ
    لا ينبغي مهما كان المخالف على الباطل و أنت على الحق أن تتهمه في نيته ,
    فلم نؤمر بشق الصدور و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأسامة بن زيد بعد قتله للرجل الذي نطق بكلمة التوحيد :
    أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ
    و الحديث أخرجه الإمام مسلم
    فلنا الظاهر و الله يتولى السرائر
    جزاكَ الله خيرَ الجزاء أستاذ أحمد يشهدُ الله أنني لا أخرج من نصوصك وتعليقاتك إلاّ مُستفيداً ، مُتعلّماً ، وأستأذنك أخي أحمد خلف في نقل كلام لسيد قطب وقفت عليه في الظّلال يوضح بعض الشّيء موضوعنا :
    يقول سيد رحمه الله :
    (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) (الأنعام:55 )
    فهو شأن عجيب ! . . إنه يكشف عن خطة المنهج القرآني في العقيدة والحركة بهذه العقيدة ! إن هذا المنهج لا يعني ببيان الحق وإظهاره حتى تستبين سبيل المؤمنين الصالحين فحسب . إنما يعني كذلك ببيان الباطل وكشفه حتى تستبين سبيل الضآلين المجرمين أيضاً . . إن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لاستبانة سبيل المؤمنين . وذلك كالخط الفاصل يرسم عند مفرق الطريق !
    إن هذا المنهج هو المنهج الذي قرره الله ـ سبحانه ـ ليتعامل مع النفوس البشرية . . ذلك أن الله سبحانه يعلم أن إنشاء اليقين الإعتقادي بالحق والخير يقتضي رؤية الجانب المضاد من الباطل والشر ; والتأكيد من أن هذا باطل محض وشر خالص ; وأن ذلك حق محض وخير خالص . . كما أن قوة الإندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق ; ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحآده ويحاربه إنما هو على الباطل . . وأنه يسلك سبيل المجرمين ; الذين يذكر الله في آية أخرى أنه جعل لكل نبي عدواً منهم ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ) (الفرقان:31) . . ليستقر في نفس النبي ونفوس المؤمنين , أن الذين يعادونهم إنما هم المجرمون ; عن ثقة , وفي وضوح , وعن يقين .
    إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح . واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات . ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم . فهما صفحتان متقابلتان , وطريقان مفترقتان . . ولا بد من وضوح الألوان والخطوط . .
    ومن هنا يجب أن تبدأ كل حركة إسلامية بتحديد سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين .. يجب إن تبدأ من تعريف سبيل المؤمنين وتعريف سبيل المجرمين ; ووضع العنوان المميز للمؤمنين . والعنوان المميز للمجرمين , في عالم الواقع لا في عالم النظريات . فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم ومن هم المجرمون . بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم , وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم . بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان , ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والمجرمين . .
    وهذا التحديد كان قائماً , وهذا الوضوح كان كاملاً , يوم كان الإسلام يواجه المشركين في الجزيرة العربية . فكانت سبيل المسلمين الصالحين هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه . وكانت سبيل المشركين المجرمين هي سبيل من لم يدخل معهم في هذا الدين . . ومع هذا التحديد وهذا الوضوح كان القرآن يتنزل وكان الله ـ سبحانه ـ يفصّل الآيات على ذلك النحو الذي سبقت منه نماذج في السورة ـ ومنها ذلك النموذج الأخير ـ لتستبين سبيل المجرمين !
    وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة المتخلفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية . . حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة , وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك . . لا يجدي معها التلبيس !



    ( من تفسير في ظلال القرآن سيد قطب رحمه الله ج 6 ص126 ) مطبعة دار الشروق
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع بن المدني السملالي ; 04-02-2012 الساعة 10:16 PM

  6. #26
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. سلاسل ومحاضرات لأشهر دعاة الأمة الإسلامية..
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-12-2007, 06:43 PM
  2. دعاة الشر
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 11:36 AM
  3. نحن نحبك إذن نحن موجودون
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-08-2006, 11:09 PM
  4. مهلا دعاة ..
    بواسطة عبد الله الشدوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-03-2004, 07:23 PM
  5. هذا هو دور ابن تيمية يا دعاة الإسلام !
    بواسطة أمير المعالي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-02-2003, 07:43 AM