على حوافِ الغوايةِ
بعْضي يُعانِدُ بعضَهُ
فَيُسافِرَ السَّطرُ العَنيدُ إلى
مدائنِ الأحلامِ في درْبِ المُحالْ
ما زلْتُ أقْتادُ المعاني
فَوْقَ أَرْصِفَةِ الْخيالْ
أرنو إليْكَ كعاشِقٍ
ضَلَّتْ حروفُ الشِّعرِ مِنْهُ فلمْ يَجِدْ
إلّا الحقيقةَ تنْسِجُ الْكلماتِ أسْئلةً
كخيْطِ الْعَنْكبوتِ على جدارِ الذّاتِ
تَلْتَهِمُ الْمقالْ
ماذا تخبئُ في السُّطور قصيدتي
غيْرَ الْترانيمِ الْمُهلْهَلِ حرْفُها ؟!!
أدَرَتْ رياحُ الشِّعرِ
أنَّ سفائني ثكلى وأنّ شِراعها
قدْ مَزَّقتْها ـ منْذُ أنْ رحلتْ ـ أساطير الضلالْ
مُنْذُ الْتقينا
والْجوابُ المُرُّ أُحْجِيَةٌ
كحدِّ السِّيفِ لا يدري سوى
جُرحٍ عنيدٍ يَشْتهي
مرَّ الزَّوالْ
مُنْذُ الْتقينا في العنا
كانتْ هناكَ تمارسُ الموتَ البطيءَ
وتمتطي ظهْرَ السُّطورِ لكي
تُرَتِّلَ منْ شتاءِ الْحَرْفِ فاتحةَ القصيدْ
كانتْ كزنْبَقةٍ
تعانقُ منْ ندى الأحلامِ أشباهَ الوجودِ لعلها
تأتي ... تشي
بالْمُمْكنِ الْمَحْبوسِ في الصَّمْتِ الْبليدْ
كانتْ
( وحيثُ تَنْتَحرُ السُّطورُ على مشارِفِ لا نهاياتِ الرؤى )
كفراشةٍ
تهوى الْغِناءَ على شفاهِ المَوْتِ
مانِحَةَ الضِّياءِ حياتَهُ
لا شيءَ يبقى إنّما
شيءٌ يجيءُ وآخر ينتهي
هي في نهاياتِ الْمسافةِ كالمعادلةِ الّتي
تبقى بميلادٍ
ليبقى الْموتُ أوْرِدَةَ الْخلودْ
لتقوْلَ ليْ
( هلْ منْ مزيدْ )
أنا لا أريدْ
إلّا امْتلاءَ الذَّاتِ بالْأنتَ الْبعيدْ
ما عُدْتُ أدْري
أيَّ شيءٍ ترتوي
مِنْهُ الْحروفُ لكي تعانقَ أسْطري ؟!!
لِتُعيدَ رسْمَ خرائطي
لِتُحَطِّمَ الْجُدْرانَ حتّى يكتوي
جُرْحي بما يحوي الوريدْ
أدمي أمِ الْحُلْمُ الْمُشَظَّى
في مَنافي العُمْرِ أمْ
وجعُ القصيدْ ؟!!
يا أيُّها السَّجّانُ رفْقا
كيْفَ يَهْربُ شاعرٌ
مِنْ ظِلِّ أحْرُفِهِ إذا
جاء الْبعيدْ ؟!!
ماذا تريد
وفي تراتيلِ الْمسافةِ راهبٌ
قد أسْكرتْهُ متاهةُ الْمعنى إذا
جاء الْمَخاضُ ولم يكنْ
يدري بأنَّ الحبَّ بَعْضٌ منْ
عذاباتِ المُريدْ ؟!!
هو لا يعي
أنَّ الْخلاصَ سوى بداياتِ العذابِ
وأنَّ سمتَ الْموتِ حرْفٌ من مدادِ الوصْلِ
بالوجعِ المَديدْ
ماذا تريدُ
وأنْتَ في دربِ الْحكايةِ نُقْطةٌ
بِكَ ينْتهي سطْرٌ
وآخر يسْتعيد الْحُلْمَ منْ
وجعي ليبْدأَ مِنْ جَديدْ
يا صاحبي
هلْ كُنْتَ تدري ما تريدْ ؟!!
شعر / هشام مصطفى