السّرابُ
بقلم / ربيع السملالي
لم أعدْ أشعر بشيء يدفعُني للتّفكيرِ فيكِ ، أو الانشغال بأمرك ، فأنتِ أهونُ عليّ من ذلك ..
وصدّقيني فأنا لا أكرهك كما لا أحبّك ، ولا أضمرُ لكِ الشّرَّ ، ولا أناصبكِ العداوةَ ، فقلبي أكبرُ من ذلك ..
لم أندم على معرفتك ، بالعكس أنا سعيد جدّا لأنني عرفتُ من خلالكِ الشّر الذي سأتجنّبه مُستقبلاً
لئن ساءتني أفعالُك وخصالُك غير المرضية ، فقد سرّني أنّني انتبهتُ قبلَ فواتِ الأوان ..
عرفتُ حقيقتك ... الحقيقة التي ارتديتِ من أجل إخفائها كثيراً من الأقنعة ..
فأرجو أن تبتعدي عن طريقي كما ابتعدتُ عن طريقك ، قبل أن يأتيَ يومٌ يكونُ النّدمُ سيّدَ الموقف ...
لم أجد بدًّامن مصارحتك بكل ما يعتريني من شعور وإحساس تجاهك ...
فأرجو أن تَفهمي وتُفهمي نفسَك أنّه لا مكان لكِ في أرضي ، في واقعي ، في حياتي ...
فهلا انصرفتِ إلى حال سبيلك .. فهو خير لكِ من أن تظلي عطشى تنتظرين السّرابَ الذي هو أنا ...
إنّكِ غَارِقَةٌ في بَحْرِ أوهَامِك إذَا كنتِ تَعْتَقِدِينَ أنّني لا أستطيعُ الصّمودَ أمَام عَواصفكِ الهَوْجَاء ، ورياحكِ العَاتية ..
فريَّاحُكِ دَوْماً تَهُبُّ في الاتجاهِ المعَاكِسِ لسَفِينَتِي ، ومع ذلكَ فإنّني لاَ أُظْهِرُ عجزاً أَو ضعفاً أمام كِبريائك وشُموخك ..
شُمُوخك الّذي يتلاَشى ويخرّ صَريعاً أمام نفْسيتي التي امتُلأتْ صَبْراً وحزْماً وعزْماً ...