|
ونحب طه المصطفى العدناني |
حبا صدوقا راسخا بِجَنَانِ |
لمراد رب العرش جل جلاله |
أسداه طهر السر والإعلانِ |
واختار ربك للرسالة (أحمدا) |
برقي بعثته بأرفع شانِ |
بالمدح نال من العظيم مدائحا |
في ( نون) و(الأعراف) و (الفرقان) |
وبنور آيات الكتاب مبجلا |
طه بطيب أطايب استحسانِ |
بالحب نمدح شعرنا بـ(محمد) |
نمضي بدرب أميرنا (حسانِ) |
فكمال إيمان الموحد حبه |
لحبيبه المختار باستيقانِ |
وكلام (فاروقٍ) يوضح ذلكم |
للناس في الأمصار والبلدانِ |
حتى يكون أحب من نفس لنا |
فبذا كمال مراتب الإيمانِ |
ونحبه نورا أتانا ساطعا |
من عند رب منعم ديانِ |
يهدي الخلائق للرشاد وللتقى |
ولكل خير طيب هتانِ |
وصلاح حال والفلاح به كما |
هلَّ الضياء بحكمة ومعاني |
فهو الذي أولاه ربي حظوة |
وحباه ذروة قمة الإحسانِ |
أعطاه رب العالمين محاسنا |
وفضائلا بكمالها الإنساني |
وشمائلا عظمى تلألأ سمتها |
من وهب ربي الراحم الرحمنِ |
فامتاز بالأخلاق تممها لنا |
بمكارم شتى من العرفانِ |
وسما سموا لا يضاهى أينما |
وجهت وجهك في ركاب زمانِ |
فهو الخيار من الخيار المجتبى |
خير البرايا منة المنانِ |
مازال طه منذ آدم ساكنا |
طهر البطون مطهر البنيانِ |
حتى أتانا عام فيل مشرقا |
بالحسن مولودا من الولدانِ |
من صلب (عبد الله) والده الذي |
بزواج (آمنة) ببيت أمانِ |
فأضاء نور المصطفى شاما كما |
قد جاء في شرح لنا وبيانِ |
وبفارس النيران تخبو عندها |
(كسرى) يبيت مصدع الإيوانِ |
و(بساوة) غيضت مياه بحيرة |
صارت بماء حاسر الشطآنِ |
قد أرضعته (حليمة) يا سعدها |
نالت مفاخر رفعة النسوانِ |
وبه يشب الحسن غضا وارفا |
عذبا جميلا واضح البرهانِ |
شهما كريما طيبا متألقا |
في نوره بنضارة الغلمانِ |
ونشا بمكة طاهرا متطهرا |
فذا جسورا صادقا متفانِ |
في الخير ينثر بالصلاح نفائسا |
بقريش كانت في حمى الأوثانِ |
بشبابه الصافي يهل هلاله |
كالبدر يشخص صوبه الثقلانِ |
بالعزم يبني كعبة في همة |
بحجارة الأركانِ والجدران |
واختارت الأقطابُ صادقَهم له |
سبق الصدارة دائما بمكانِ |
بالركن يرسي (أسودا) في موضع |
للكعبة العظمى بالاطمئنانِ |
درأ الخصامَ المجتبى في حكمة |
وكياسة بتآلف الإخوانِ |
ورعى الحبيب المصطفى في صبره |
أغنامهم بمسالك الوديانِ |
يمضي بعزم ثاقب بدروبها |
كي ما يسوس قوافل القطعانِ |
باليتم كان مُؤَانَسَا من ربه |
واساه حزن اليتم والأشجانِ |
ورعاه رب العرش جم رعاية |
وحماه من لهو ومن عصيانِ |
ربَّاه تربية تسامت بالعلا |
ليكون مبعوثا إلى الأكوانِ |
يدعو الخليقة للهداية والتقى |
والبر والمعروف والإتقانِ |
وتزوج الهادي البشير (خديجة) |
خير النساء ببهجة وتهاني |
فهي الحبيبة للحبيب (محمد) |
بخشوع قلب ضارع الخفقانِ |
لله رب العرش أسداها الهدى |
بزواج طه أجمل العرسانِ! |
بحراء يمكث ذاكرا مترقبا |
مستبصرا بتشوق الوجدانِ |
يرجو الإله المستعان بفضله |
(جبريل) ينزل صادق التبيانِ |
(اقرأ) بإذن الله يقرأ (أحمدٌ) |
وحي الإله بداية الفرقانِ |
قد دثرته (خديجةٌ) بدثارها |
قد زملته برأفة وحنانِ |
ودعا قريشا للضياء فأعلنت |
حربا عليه بمعول الكفرانِ |
بالشِّعب يدخل والذين استضعفوا |
بحصار ظلم واكف الطغيانِ |
يحيون بالضنك الشديد بقلبهم |
صبرٌ جميلٌ ناضر البستانِ |
حتى تلاشى كربهم وحصارهم |
وانزاح ليل الإثم والبهتانِ |
في طائفٍ نال الحبيب المصطفى |
إيذاء قوم بالدجى عميانِ |
ورموه بالصخر الأثيم فيالهم |
من آثمين بمنهج شيطاني |
وبرغم ذلك فالنبي (محمد) |
كالنهر يمضي طاهر السريانِ |
يأبى الهلاك لخصمه وعدوه |
يدعو لهم للرشد والإذعانِ |
ليكون جيلٌ قادم مستبصر |
بالنور يسطع مشرق الأزمانِ |
وحباه رب العرش أعظم قربة |
في رحلة بعطائها الرباني |
في ليلة الإسراء طاب أريجها |
وتضوعت برقائق الرضوانِ |
بالقدس أمَّ المرسلين فإنه |
لهم الأمير مبجل الديوان |
وبمصعد المعراج نال كرامة |
في سدرة قدسية الأركانِ |
وأتى لأمته بأسنى منحة |
وفريضة باللطف والغفرانِ |
تلك الصلاة عماد دين شامخ |
متضمخ بالطيب والريحانِ |
وانشق بدر بالفضاء لـ(أحمد) |
جهرا تراه بمكة العينانِ |
يلقى السلام من الحجارة أقبلت |
بالحب تحظى بالوداد الحاني |
وتظلل الهادي النذير غمامة |
مخصوصة ممدودة الأفنانِ |
تأتيه أشجار دعاها عنده |
تحظى بقرب السوق والأغصانِ |
وبرغم ذلك كذبوه فويلهم |
أهل الضلال مطية الشيطانِ! |
فهم العتاة المجرمون بغيهم |
عاشوا بويل الفسق والخسرانِ |
وبهجرة الخيرات كانت طيبة |
بنشيدها المتألق الألحانِ |
تهفو لـ(أحمد) سيدي خير الورى |
نور البصائر موئل اللهفانِ |
وبها تأسست الشريعة رسخت |
بالأرض دولة شرعة القرآنِ |
في ظلها عدل الإله وبسطه |
بالحق يصدح بيننا بأذانِ |
نبراسها حب الحبيب المصطفى |
بالإتباع الصادق اليقظانِ |
بالبئر يتفل تفلة في ملحه |
يضحى بنبع السلسبيل الآني |
تُطْوى له الأميال طيا إنه |
يحظى ببسط فائق الإمكانِ |
وروى بنبع الماء من كف له |
جيشا كبير الجند والفرسانِ |
والقصعة الملأى بفضل طعامه |
تكفي لسد غوائل الجوعانِ |
والسمن يبقى بالزيادة رابيا |
في عكة مبروكة الإيذانِ |
و(عكاشة) يحظى بسيف باتر |
بجريد عود في وغى الشجعانِ |
والشاة درت من ضروع أينعت |
بعد الهزال سخية الألبانِ |
وأبى الجبال تكون تبرا خالصا |
في ملك دنيا بالنعيم الفاني |
وسما لفردوس الخلود بروضة |
برفيق أعلى رفعة بجِنَانِ |
فشمائل المحبوب طه لم تزل |
تزهو لنا بمحاسن الألوانِ |
وتنير أبصار الكرام بروضة |
مخضرة ببشائر لأماني |
فهو الشفيع بيوم حشر عندما |
يخشى الأنام مواقد النيرانِ |
وله لواء الحمد تحت ظلاله |
رسل الإله الواحد الحَنَّانِ |
وجميع من فازوا بفوز وجودهم |
تحت اللواء بنضرة التيجانِ |
وله فسيح الحوض عذب ماؤه |
مثل النجوم تعدد الكيزانِ |
أحلى من الشهد المصفى أبيض |
يسقي السعيد سقاية الريانِ |
وهو الشفيق بكل عبد مؤمن |
يوم اللقاء برقة التحنانِ |
يحنو علينا بالشفاعة سائلا |
عتقا لنا من ربقة الأحزانِ |
يُرضِى الحبيبَ بعفوه عن أمة |
خيرية في صدقها الإيماني |
فامنن بقرب من حبيبك يوم ما |
بالحشر ننفض لفة الأكفانِ |
ونقوم ربي للحساب بخجلة |
من فرط تفريط بضعف هوانِ |
بصحافنا الأثقال تثقل ظهرنا |
بذنوب أفعال ولغو لسانِ |
فاغفر إلهي يا كريم ذنوبنا |
وامح الخطايا عن مسيء جانِ |
واصفح وسامح يا رحيم فإننا |
في وهننا بتلفت الحيرانِ |
وائذن ببسط شفاعة للمصطفى |
والناس في هول الزحام تعاني |
يوم التغابن والقيام لربنا |
لحسابنا بالقسط والميزانِ |
صلى الإله على النبي وآله |
طه الحبيب المصطفى العدناني!! |